فدوى موسى

! كتر البتابت

[ALIGN=CENTER]كتر البتابت![/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]كان بهمته يملأ الدنيا ضجيجاً وإيقاعاً الكل يتمنى أن يعره نظرة ولو عابرة.. لم يكن ليبخل على أحد بها لأنه يحمل في حنايا نفسه صفات ابن البلد الأصيل الذي لم تغيره إضافات الحياة الجميلة التي أقبلت عليه فاتحة الذراعين.. لأنه لم ينس من أي عمق جاء ومن أي خلفية إنطلق.. أحبه الذين يقدرون الإنسانية والعاطفة وتجنبه الذين يكرهون النجاح الصادق والجهد النظيف غير المشوب بالرواسب والشوائب.. ومن درجة لدرجة ومن سلم إلى سلم صعد مترفاً بكل الإستحقاق والإقتدار ليجد نفسه في تلك الدفة.. تلك المواقع المتميزة وكل ذلك لم يغير من معدنه شيئاً.. وعندما حان وقت الرحيل رحل منها سامقاً ولم يحمل معه أي من ممتلكاته من تلك المؤسسة وكانت نهاية تلك الخدمة احترامه لنفسه ولكينونته ولم يستغل ذلك بصورة ذاتية مغرقة.

أمَّا صديقه اللدود والذي رافقه زماناً في تلك الفترة بمؤسسة بالغة الموارد والأجور قد غرق في شبر موية والإنغماس في طلب الرفعة والذات.. دون المؤسسية التجمع مع الآخرين.. وصار فيها ذلك النهم الذي لا يشبع من المال ولا «الفتافيت» كما يقولون.. وعندما جاءت تلك اللحظة التي لابد منها.. كأنها القدر المحتوم.. أحس بالضيق لمفارقة المنصب.. لكأن ذلك المعاش لم يكن في حسبانه.. رغم مرارة فكرة المعاش إلا أن الفزع الذي أصابه ما كان ليصيب أحداً إلا أنه دلل على استمرارية المورد ولم يعر زمان مفارقته شيئاً.. ووقع القدر وسقط الصقر وكترت البتابت التي يرأها العامة عيب كبير.

ü هذا هو حال العمل تحت نهاياته المعهودة والتي غالباً ما تختم بهذا المعاش.. الذي يمثل الطلقة التي تصوب للحصان عند هرمه بعد حياة عامرة بالجري والسباقات المحمومة.

آخر الكلام:

إن تعمل وتجتهد هذا هو جوهر الحياة ولكن أعر نهايات هذا العمل والخدمة إهتماماً ومآلات ما بعد ذلك كل أمر مقدر ومسطر.[/ALIGN] سياج – آخر لحظة – العدد 659
fadwamusa8@hotmail.com