فدوى موسى

المعلم في المحك!

[JUSTIFY]
المعلم في المحك!

مازال جيلنا يحتفظ بقدر كبير من التهيب الموجب تجاه المعلم، باعتباره في منزلة تقارب الأنبياء والرسل، بذات القدر بدأت هذه الحالة الاحترامية في الاندثار بعض الشيء، حيث صار بعض «التلاميذ والطلاب» ينظرون لبعض المعلمين بمنظار الندية، هذا الشيء إيده ادخال روح «التجارة» في العملية التعليمية بمفهوم الخصخصة، التي أهم موازينها الربح والخسارة، فانطوت داخل المفهوم بعض القيم الكبرى للتربية والتعليم، ولا تستغرب عزيزي القاريء إن سمعت عبارات حارقة من قبل بعض الطلاب تحمل فكرة «الشراء والبيع للتعليم»، كمثال أن يتجرأ أحدهم قائلاً: «ما يقدر الأستاذ يسألني عن اداء الواجبات، ما قاعدين ندفع ليهو حقو وزيادة».. نعم المعلم مثله مثل بقية «خلق الله» يريد أن يسير حياته في ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة، طالما تظل مستويات الأجور لا تتناسب مع أبجديات هذه الحياة، فإن الخلل الذي يؤثر على أدبيات العملية التعليمية بطرق مختلفة يظل قائماً، ولا يمكننا أن نقلل من دورالتعليم الخاص في ظل التحديات الكبرى، التي تهدد التعليم الحكومي الذي أصبح الملاذ للشرائح الضعيفة في المجتمع «التي تمثل أبناء العمال والموظفين محدودي الدخل وغيرهم من الشرائح التي تدخل في تصنيف السكان»، يعاني من نواقص كثيرة مثل نقص المعلمين، ومشاكل توفير الكتاب، ومشاكل إجلاس الطلاب، وسلسلة من المعوقات التي تخلق بيئة تعليم منقوصة الجوانب والأركان، فيجد المعلم حاله في امتحان يفوق الامتحانات النهائية التي يخضع لها الطلاب.. ويبقى السؤال قائماً هل أوضاع التعليم العام الآن كانت سبباً في فقدان بعض المعلمين لهيبتهم المفترضة؟ وهل سيناقش مؤتمر التعليم كيفية تمكين المعلم من اداء واجبه على الوجه الأكمل بالذات في القطاع الحكومي؟.. رغم كل الصعاب والمشاكل، يظل المجتمع السوداني يعتقد في التعليم الحكومي باعتباره قد قدم في الماضي الكثير من الكوادر المؤثرة في الحياة العامة، وما زال «القفاز في يده» للعب ذات الدور، حيث لازالت أعداد غفيرة من أبناء الشعب السوداني تنتظرأن يأخذ بيدها، ويعبر بها من بيوت بلا عمد الى مرحلة الارتفاع والارتقاء ورحابة التقنية والتقانة وروح العصر المعاصر.. «فلا تحرموا هؤلاء هذا الحلم ولا تحرموا المعلم من ذلك الشرف الرفيع».

آخر الكلام..

يبقى المعلم فينا في تلك المنزلة الرفيعة، ولسان حالنا كما قال «اوليفر تويست».. «وي نيد.. مور» لأنها حاجة مستدامة.. بالله عليكم مكنوا هذا المعلم من مفاصل التعليم والتربية، بروح العصر الحالية، من علوم تقنية وإنسانية ليقوم بمسؤوليته الاجتماعية.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]