رأس الخيط
اقاوم النعاس الذي أصبحت اعتقد أنه غير طبيعي بالمرَّة.. تترأى أمامي مجموعة من الأوراق فلا استطيع فهم المطلوب منها، حيث تتداخل عليَّ السطور ومفردات الأحبار.. فانتفض وأخذ كوباً حاراً من القهوة لعلها تعيد بعض من التركيز الشارد البعيد.. ثم لا أجد بداً من محاولات استنشاق محتوى الأوراق خاصة وإن كانت ترتبط بالتزام زمني ومكاني محددين.. ثم أحاول استبانة مستوى عمل ذاكرتي التي يبدو أن الزهايمر قد وجد طريقه إليها.. الأمر الذي جعلني في حالة تدوين دائم.. أدوِّن أي شيء لأي موضوع حتَّى من باب حفظ «رأس الخيط» وأعود مرة أخرى لمعضلة تداخل رؤوس الخيوط عليَّ.. أفتح «الجوال» فأجد أحرف ورموز في خانة الأسماء فلا أعرف لمن هي وكيف حفظتها ولماذا اختصرت.. وكلما مرة اختار فيها رمز لمحاولة معرفة الجانب الآخر فأتفجأ «بفلان أو فلانه» وموضوع يحتاج لبحث وإعادة قراءة.. فلم تعد تشفع لي مطالبات «رأس الخيط» فذاكرتي خربة خربة.. والتحية لحبوبتي السيدة بت يوسف وهي تقول «الذاكرية تعبانة» عندما لا يسعفها بعض التذكر السريع للأمور.
شرود دون ورود
… وحالات الشرود تحاصر الشوارع والمواقف.. حيث تتكاثر أعداد الذين لا يمتون إلى دنيا الوعي والعقل بشيء.. حيث أصبح من حكم المشاهد أن تجد عند كل ملف «مجنون أو مجنونة» ولا تدري بالضبط ما سر هذا الشرود «إن جاز تسميته» لأن هذه الحالات جديرة بالبحث وراءها.. هل هي ضغوطات الحياة «العامرة» أم أنها أسباب أخرى تدفع للخروج عن حدود العقل والاحتمال.. كلما رأيت أحد هؤلاء المبتلين بالجنون دعوت له الله برفع البلاء وحمدت الله على نعمة الاحتفاظ بهذا العقل.. ويحاصرني دائماً ذلك المشهد في نهاية التسعينات ونحن في أحد الأسواق وأحد المجانين يمر «ببرندات الدكاكين» في حركات جنونية متفردة فيصيح فيه أحد أصحاب الدكاكين «دي علينا ساي.. أنت كان قائل روحك مجنون نحنا أجنَّ منك.. يللا ورينا عرض اكتافك..» والغريب في الأمر «أن ينقرع المجنون ويرعى بقيدو..» في حالة شرود قابلة للورود.. فهل هناك أيِّ امكانية لإعادة بعض حالات الشرود إلى حظيرة الوعي.
آخر الكلام:
تمرُّ على بعضنا حالات لا نعرف فيها هل نحن اسوياء واردين أم شاردين مشتتي الذهن أم راكزين.. ولكن بقليل من التصبر والتدبر تستبين الرؤية وتستكين الحالات إلى واقعية مفرطة محتملة لابعاد هذا الواقع بكل تداعياته وصعابه.. «وأحمدوا الله كثيراً على نعمة هذا العقل».
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]