نور الدين مدني
المقارنة ظالمة…!!
* نعلم ان المقارنة ليست عادلة ولن تكون في صالحنا ولكن للحقيقة والتاريخ فقد كانت لدينا بدايات طيبة لقيام مؤسسات صحفية كبيرة وراسخة ومستدامة ومتطورة، إلا ان انقطاع حبل التطور الطبيعي نتيجة للانقلابات والمتغيرات السياسية والاقتصادية كان من أهم أسباب تخلفنا في هذا المجال الحيوي.
* حدثت محاولات لا بأس بها كان من الممكن ان تكون نواة لمؤسسات صحفية كبيرة ومستقرة مثل مشروع الشراكة الذكية الذي اندمجت بموجبه شركات الإعلاميات المتعددة ووسام للإنتاج الإعلامي والصحافي الدولي ولكنها تعثرت لأسباب يعلمها القائمون على أمرها وليس من أهدافنا هنا الخوض فيها.
* ما نريد ان نقوله هنا ان الصحافة ليست مجرد صناعة تستهدف الربح وان كان من حق بل من واجب أية مؤسسة صحفية ان تسعى لتحقيق أرباح لملاكها والمساهمين فيها ولكنها إلى جانب ذلك رسالة مهنية سامية.
* بعيداً عن التنظير وكما قالت لنا مسؤولة الأخبار في صحيفة دير شبيجل عندما سألتها عن السياسة التحريرية قالت انه ليست لديهم سياسة تحريرية لأنهم ليبراليون, فإنه لا بد من تحقيق هذه الموازنة المطلوبة بين حرية التعبير وحرية تدفق المعلومات ونشرها وبين استحقاقات العمل الإداري والمالي اللصيق الصلة بسوق الإعلان والتوزيع الأمر الذي تعاني منه الكثير من المؤسسات الصحفية القائمة.
*هنالك عوامل أخرى تؤثر سلباً على الأداء الصحفي وبالتالي تؤثر بصورة مباشرة على سوق الإعلان والتوزيع ونعني بها القيود التي تفرضها الحكومات في الأنظمة الشمولية المنتشرة في بلداننا العربية والافريقية، لذلك يسعى الصحفيون فيها إلى دفع عمليات الاصلاح السياسي والقانوني لكي تتهيأ للصحافة الأجواء الصحية للعمل والإنتاج.
* لذلك من الظلم القول بأننا متخلفون على الاطلاق عن التطور التقني والمهني في عالم الصحافة والطباعة ولا ينبغي البكاء على اطلال التجارب السابقة وانما لا بد من استمرار المساعي لتطوير مؤسساتنا الصحفية والطباعية القائمة.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1075 – 2008-11-10