أعطوني طفلاً من حمص

«عبدو» تلتهب مشاعره المسكونة بحب الأطفال ألماً وتعاسة عندما يرى الفضائيات تضج بالأطفال السوريين وهم ينزفون الدم حتى لفظ الأنفاس و«الزينبية» بجواره تتمنى لو أن «حمصاً» قريبة من دارهم لهبت لأخذ طفل منها وهي تعاني الأمرين من عدم الإنجاب.. كيف تستقيم جوانب الحياة وهما محرومان من نعمة الأبناء بينما هناك من يستسهل نعمة الطفولة.. فتبكي «الزينبية» ولسان حالها «أعطوني طفلاً من حمص».. «أحي عليكم يا وليداتي.. شوفوا جنس الطفولة دي»!

نصرة الإنسانية!

(عبدو) يحتار عندما يحس بأنه عاجز تماماً عن إبداء أي بادرة حقيقية يرفع بها ظلم أو يزيح بها حيف من آخر ينتظر منه أن يحرك سواكنه.. يرى الكثير من تجاوز الإنسان لأخيه الإنسان في غابات الحياة.. ويجد نفسه مشلولاً مربوطاً لا يستطيع أن يحرك ساكناً.. إما لأنه حقيقة أصغر من أن يقود أمر نفسه ناهيك عن أن يقفز فوق ذلك لحالات المساعدات ومد يد العون.. أو لأنه معطوب مع جملة المعطوبين الذين يلفونه بثوب الإقعاد والعجز.. مع ذلك لا تستبعد أن ينتفض «عبدو» على حاله وعجزه ليحقق نقطة في صحائف نفسه الإيجابية.بيانات شاجبة: ندين.. نشجب.. نستنكر.. أقصى درجات المساندة التي يعرفها الإنسان في الوطن العربي ومن ثم «يركب الموجة التي تطيح بالكل وتبقى من بعد في حالات المد والجزر الطبيعي».. متى تخرج الأفعال من لب وحشا الانكسار من لسان الشجن والإدانة.. إلى حقيقة الفعل.. لأننا أصبحنا نحس أن كل الإنسانية «تأكل نارها دون الآخرين».. وهكذا لابد أن تحتفظ كل الكيانات بنصرتها الإنسانية التي لا تخرج عن حوى الكلام والمفردات الصاخبة.. وفروا عليكم الأوراق والأحبار التي لا توقف سيل الدماء.. فمتى كانت البيانات تحل المعضلات؟!

استبانة الموقف!

عدم استبانة المواقف الواضحة على المستويات العليا تجعل الأفراد يخلطون بين ما تسير إليه الأقدام في محراب المحلية.. القطرية.. الإقليمية والعالمية.. فإن كانت اتجاهات المناصرة والمساندة الإنسانية موقفاً مؤمناً عليه على مستوى الرأي القيادي الموجه.. فإن المواقف تدعو الآخرين لأن يكونوا قدر المواقف حقها ومستحقها.. «فمتى نستبين الموقف النهائي عن الأوضاع في سوريا سادتي الكرام».

آخر الكلام:-معطوبون في مفاصل حاسمة.. مهزومون في كل عزيمة فاصلة.. ولسان حالنا مثل «الزينبية».. «أعطوني طفلاً من حمص»!
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]