فدوى موسى

وأغلق بابه!

[JUSTIFY]
وأغلق بابه!

«عمك».. من جيل المثاليات الجميل.. الذي يؤطر كل حركة وكل انفعال إلى مرجعية قيم.. غابت عن الوجود في هذه الأيام.. ينظر إلى أبنائه بشيء من التوجس رغم أنه فعل كل ما في وسعه ليكونوا على نمط ما يريد.. لكنه اكتشف أن آليته صغيرة جداً أمام ما يكتسبون من مدرسة الحياة.. لم يكن يتوقع يوماً أن يخرجوا عليه بشيء من التمرد الذي يتلمسه بين كلماتهم التي لم يعهدها في تعامله مع أبويه في الماضي.. بل لم تصدق عيناه مبلغ ما تحمله عيون أبنائه وهم ينظرون إليه في تحدٍ سافر حتى أنه عندما يعقد المقارنة لشدة ما كان يتأدب في حضور والديه ولا يرفع رأسه للنظر تجاههما.. وعندما عجز عن تحمل واقعه وبؤس ما لم يستطع التأقلم معه قرر أن يغلق بابه عليه ويمارس الخرف و«الطشاش والروحات».

نظام العشق!

.. والحبوبة تسترق النظر وترهف السمع «لبنيات ابنها» وهن يتهامسن عن «الجكس.. والشات.. والاسكاي بي» لترد عليهن «هوي يا قليلات الأدب دا شنو النضم البتقولن فيهو دا».. فلا يعرنها اهتمام ويواصلن في همسهن باعتبار أنها «جلكينة مخرفة ساي.. سيبك منها» وعندما يردن إدخالها في سياق الونسة يلتفتن إليها محادثات «انتي يا حبوبة زمنكم ما كان في حب».. فتمارس الحبوبة نوعاً من الزهو الخجول «نحنا يا بنات ماناس حب وقلة تربية زيكن كده.. نحن في زمنا كان في نظام العشق بس» فيضحكن كما لم يضحكن من قبل باعتبار ان «الجلكينة جات معاهم في الخط».

نظرية الكمساري:

والكمساري يتقافز وسط الركاب في بجاحة زائدة منتهراً هذا وملاسناً ذاك باعتبار أن ساعة الذروة تعلي من قيمته وسط جمهور الصاعدين والنازلين فيتجرأ عليهم «هوي يا ركاب سيد الحافلة دي كان ما مجنون يشتريها بالملايين ويلقطها منكم فكة..» ويبدو أن للكمساري نظرية تستكثر على الركاب دفع الفكة مقابل الركوب في بطون المركبات العامة المهترئة المقاعد.

آخر الكلام: -عندما تهزمك طريقتك دون ان تستوعب الآخرين عليك أن تتبعها حتى لو سلكت لذلك نظرية «عمك» أو الكمساري.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]