عن ثقافة الهشك بشك!
كلما تعرضت غزة لغارة جوية أو قصف مدفعي اسرائيلي، أو داهم زبانية اسرائيل مدن الضفة الغربية نهبا للأراضي أو لاعتقال بعض الناس، يتعرض بريدي الالكتروني لانهيارات بسبب ضغط الرسائل التي ترد اليه، ومعظمها رسائل ملغومة ومفخخة تفور وتمور غضبا وحزنا وإحباطا، بسبب ما يتعرض له أهلونا في فلسطين المختلة (نعم بالخاء واعني بها تلك الأجزاء من فلسطين التي تخضع اسميا للسلطة الوطنية، بموجب اتفاق اوسلو الذي يطالبنا بأن «نسلو» القضية وننسل منها راضين بالفتات بينما يعطي اسرائيل حق مطاردة أي فلسطيني في أراضي السلطة.. أما فلسطين المحتلة – بالحاء – فهي التي تقوم عليها دولة اسرائيل)، ومن اجمل ما ورد إلي بشأن حالنا المائل قصيدة بالعامية ظلت متداولة في مواقع الإنترنت منذ سنوات، وتتميز بأنها غاضبة على حال العرب في بلاد العرب: يا بلد يا محترم جدا ولا هو محترم.
يا بلد راغب علامة
يا بلد نجوى كرم
يا بلد صاير على ها الكون عالة
يا بلد يستورد الصابون ويصدر زبالة؟
يا بلد حيفا ويافا/ والله «مالك إلا هيفا»!! والشاعر طويل اللسان ولم يحترم مشاعري وجعل من هيفاء التي تقدم برنامج «ما إلك إلا هيفا» رمزا للهيافة والتفاهة غير عابئ بمشاعر ابي الجعافر الذي كتب من قبل محذرا من المحاولات الإجرامية للنيل من هيفاء لكونها سودانية الأب والمولد (كثير من السودانيين يستاءون من نسبتها إلى بلدهم ويطيب لي ان أطيب خاطرهم بالإعلان ان هيفاء نالت جواز السفر اللبناني سائرة في طريق جواهر التي نالت الجنسية المصرية بحكم انها كانت بائعة شاي في منطقة حلايب المتنازع عليها بين مصر والسودان والشيشان).
وما لا يعرفه الشاعر الغاضب هو ان قصيدته تلك ستكون بمثابة «آيات شيطانية» جديدة في نظر الكثيرين، الذين يعتبرون المساس براغب علامة او نجوى كرم مساسا بشرفهم الشخصي.. وكلما كتبت كلاما أنتقد فيه شخلعة هيفاء وهبي والعجرمية وروبي، وردت إلي رسائل تصمني بالحقد وفساد الذوق وبأنني «مش وش نعمة»، وقد قرأت في إحدى المجلات كلاما جميلا عن مقابلة تلفزيونية للراقصة نجوى فؤاد التي رقصت لأول مرة عند دخول قوات نابليون القاهرة، واحتجت في المقابلة على دخول كل من هبّ ودبّ لمجال الرقص (وكنت من فرط جهلي أعتقد ان الهب والدب هو أساس الرقص الشرقي، ولعلها تريد ان تهبّ وتدبّ وحدها حتى بعد ان قال لها الاطباء ان عظام ظهرها صارت في هشاشة الموز)، ثم شرحت «ست نجوى» كيف يؤدي الرقص إلى اكتمال اللياقة البدنية (من الطرائف التي وصلت الي عبر البريد الإلكتروني طائفة من أخبار عام 2030 ومن بينها إطلاق صواريخ نووية ابتهاجا بزواج نجل زعيم عربي اشتهر بإطلاق الصواريخ الكلامية، وان المطربة الشحرورة صباح توفيت في تلك السنة بحمى النفاس عن 150 عاما.. وإسرائيل رفضت الانسحاب من البصرة ما لم تتوافر ضمانات لأمن المستوطنات في الرباط، وأن السودان منح ألمانيا هبة قدرها 5 مليارات يورو لصيانة شبكة المجاري في برلين، وأن قوة حفظ سلام صومالية توجهت إلى سويسرا لوقف الشتائم بين الناطقين بالفرنسية والألمانية هناك).
يا بلد يا رشح/ يا زكمة ويا كثرة سعال
يا بلد يقرا الإجابة قبل ما يقرا السؤال!!..
سامحوه فقد فاض به الكيل ففش غله فينا جميعا!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
نعاني نحن المجتمعات العربية من تبلد الأحاسيس و قسوة المشاعر تجاه بعضنا
البعض .. فإخواننا في سوريا يقتلُون جهارا” نهارا.. و ليبيا تعاني من إنقسامات قبلية و تقاتل .. ومصر الحبيبة تتعرض لنزاعات إخوانية و سلفية كلٌ يريد القصعة الأكبر من (الهبشة) المأمولة .. وتأتي قناة ساقطة ك(mbc)
وفي مثل هذه الظروف العصيبة لتطلق برنامجا” لإستعراض اللحوم البيضاء و
البرونزية !!!! وتطلق عليه برنامجا” للمواهب الصاعدة .. تبا” لمواهب على
شاكلة هيفاء و نجلاء وكل جسد رخيص رضيت لنفسها أن تكون فتاة إستعراضية ليتغزل بجسدها الماجنون .. وأقدم تحياتي لك أستاذي جعفر و لكل من سأل عني طوال الفترة الماضية وشكرا” .
أتدري يا جعفرو أن قلمك قد(دقس)حتى قفز فوق الخطوط البنفسجية ،وأنك تقف في جفن الردى ،ومافي الموت شك لواقف؟أي عفريت دفع قلمك ليذكر المطربة اللغمية (جوجو)التي قذفت جنسيتنا باليمين لتتلقف المصرية باليسار،ولا يمنعها شئ مادام لها حق الاختيار!وحقيقة ماذا تفعل بالانتماء لخارطة (قرم)أسفلها ، و(تقلص شعبها)،وأمامها شعب ضاقت به القرى والحضروبدأ طوفانه يتدفق علينا؟!مما يضمن له مزيدا من المبيعات.
ما أريد قوله :أنه إذا هبطت على (طيبة الذكر)ثقافة فجائية ومرت من هنا ووجدت أنك (غيرة منك على مامنحته إياها الدنيا)قد ذكرت ماضيها التليد لتقلل من حجم إنجازاتها الإبداعية فستقيم عليك الدنياولربمايتم تدويل(القضية) بتدخل الأيادي (الخفية)، ولا أظن أن دريهماتك (النقدية)تفلح في احتواء الأزمة(الدولية).
وأصلا لماذا تستكثر عليهاماوصلت إليه بعرق جبينها؟هل شعبولا أفضل منها؟وإذا عقدنا مفاضلة بين المهنتين فبينهما قاسم مشترك وهو النار (نار الشاي ونار المكواة)فهما متعادلان فما من نار أفضل من الأخرى وكلاهما قد يرفعان شان صاحبهماويتحول اللهب إلى أضواء شهرة عريييضة