فدوى موسى

ست الشاي والنيل!


[JUSTIFY]
ست الشاي والنيل!

قد لا تدري في هذه البلاد كيف ستسلسل تفاصيل يومك المبرمج.. حضرت للمشاركة في ذلك البرنامج المضروب له الموعد المحدد في الموقع الفخيم.. ولكن اضطررت لتعديل برنامجي بموجب التأخير الذي لم أقدره فوجدت نفسي في صحبة «ست الشاي قبالة النيل» ولم يكن في أجندة يومي أن أخذ قهوتي «الضحوية» على ضفاف النيل برفقة «ست الاسم».. ورغم تضجري على خلل المواعيد إلا أنني اكتشفت أن شراب فنجان القهوة على الضفاف «ما أحلاه» مع تجاذب أطراف الحديث كذلك مع «ستهم» وأعجبتني جداً جرأتها في الحديث عن الدوري الممتاز مع زبائنها «حتى ظننتها لاعب ظهيرة..» وأحزنني جهلي التام بالدوري الذي بدأ مسخناً حسب رأيها فقلت لنفسي «يا زولة إنتي وين من الدوري.. يجازي محنك يا ستهم.. يا ست الشاي» ولكني طويت بداخلي عزم على إفراد مساحة دورية لتناول القهوة في ذلك الموقع كلما سنحت لي الظروف «لأن الحكاية بالجد تستحق إعادة الكرَّة».

ü حاولوا مرة!

كثيراً ما نحس أننا نسبق التفكير المتأني ببعض الانطباعية والارتجال حالنا حال كل السودانيين، فإن أردنا التخطيط لحل مشكلة «زيد» دخلنا البرنامج في مشكلة «عبيد» وقدرتنا على الضبط والإلتزام كثيراً ما تجد فرصتها للانحراف أو التحويل.. ولكن الموجة التي باتت مطروقة لمحاولات التأثير على مجرى الأمور العامة هذه الأيام هي «فن الإفتاء بعلم وجهل» ولشدة ما بات الأمر محزناً ومدعاة لإحداث خلل كبير في المجتمع الذي صار «الغلو والتطرف فيه قنبلة موقوتة قابلة للانفجار..» حيث صار البعض يفتي بأن «هذا كافر وهذا فاسق وهذا..» ولعمري هو باب من أبواب الفتنة القاتلة جداً.. ولكن لا نقول إلا أن «حاولوا مرة أخرى اكتشاف سر هذا العطب الخطر».

ü أطلقها على العواهن!

وفي وجه آخر لارتجالاتنا و«شتارتنا» أن نحرف أصباغ الحقائق ما تهوى نفوسنا.. فإن كنا نكره فلاناً ما علينا إلا أن نجعل انطباعنا السيئ عنه واقعاً حقيقياً بفرض أنه عين الحقيقة والغريب في الأمر أن الكل سيصدق ذلك دون تردد أو أن الأمر مجرد محمل الظن والانطباع.. إذن إن كان لك «تار» عند شخص أطلق عليه ما تريد من «شائعات» وفق برنامجك وهدفك ودع الباقي للآخرين لإتمام النواقص دون تردد.. عذراً لصديقتي التي وضعتني في موقف محرج جداً عندما أشاعت عني لمجموعتي في ذلك الأمر أنني أعمل بنصف فهم.. فصاروا يهامزوني بأنني نصف عاقلة وهذا ما أرادت أن تشيعه تلك الماكرة.

ü آخر الكلام:

في هذه الحياة جوانب لم نكتشفها بعد أو لم نطرقها بقوة لنكتشف أن لديها عوالم أخرى دون أن نظلمها تقديراً أو إشاعة.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]