الفاتح جبرا

ص د ف

[JUSTIFY]
ص د ف

سألتني صحفية نابهة كانت قد اجرت معي حواراً بصحيفة (الجريدة) حول إذا كان ما نكتبه يقوم المسئولون بقراءته والتفاعل معه فأجبتها بأن المسالة تعتمد على سماكة وتخانة (جلد) المسئول ولو شئت حينها الدقة لقلت لها بانه من حكم (النادر) أن يجد ما نكتبه صدى ومتابعة من المسئولين وما (كسرتنا الثابتة بإذن الله) إلا مثلاً حياً (لطناش) المسئولين !! هذا الطناش الذي يمكن أن يؤدي إلى كثير من (الإحن) والمآسي ودونكم أعزائي القراء هذا الخبر الذي يقول أن مدير عام وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم (التجاني الأصم) قد كشف عن دراسات توصلت إلى وجود 140 ألف تلميذ وتلميذة بولاية الخرطوم لا يتناولون وجبة الإفطار !تأمل عزيزي القارئ هذا الرقم جيداً حتى تدرك حجم هذه المأساة وإلى اي مدى وصل بنا الحال المخزي وآل إلينا المآل المحزن إذ يذهب هؤلاء الصغار وهم يرتجفون من زمهرير شتاء (البكور) يتأبطون كتبهم وعند (فسحة الفطور) لا يجدون ما يدخلونه إلى بطونهم الصغيرة الخاوية !
لا تسألني يا صاحبي عن مسئولية الدولة في إطعام هؤلاء الآلاف من التلاميذ الجياع فالدولة يا عزيزي ليست مسئولة عن المواطن ألا تطالع في الصحف المواطنون المرضي وهم يناشدون (ذوى القلوب الرحيمة)؟ كي يمدوا لهم يد العون حتى يبقوا على قيد الحياة ؟ ثم أن الدولة ممثلة في (أمنا الحكومة) مشغولة بمحاربة الفساد الذي اوصلنا إلى هذه الحالة (المزرية)فهاهي تضع خمسة ملفات فساد (كتيره والله) أوليس هذا العدد من ملفات الفساد التي هي حصيلة 23 عاماً من تولي العمل العام مؤشراً لطهارة اليد التى ظهرت نتائجها وبان حصادها في هذه الأجساد الصغيرة التى تحتاج إلى النمو ؟ ألم تسمع يا صاحبي بتلك المقولة التى تنسب إلى سيدنا علي كرم الله وجهه والتي تقول (ما أغتنى غني إلا بفقر فقير) !! وهل هنالك بشاعة أكثر من خواء هذه المصارين الصغيرة من كسرات خبز تقمن أصلابهم النحيفة ؟ نعم يا صاح ها هو الفقر يطل عياناً بياناً في أبشع صوره كما تطل الدراهم بأعناقها (ذات العماد) !
لا تسلنى يا صاح عن المئات من منظمات (البر والشهوة) الخيرية الطوعية لماذا لا تقوم بمساعدة هؤلاء التلاميذ الفقراء ؟ فهذه المنظمات يا صديقى قد قام بإنشائها مواطنون (بررة) من أجل الإستفادة من الإعفاءآت الجمركية وشيكات الدعم (الخليجية) وهم من بعد ذلك يرجون من الله ثواباً !
أما إن سالتني يا صديق عن (الرأسمالية الوطنية) ودورها الذي يجب أن تقوم به من أجل توفير (لقمة) لهؤلاء الصغار فأقول لك رحم الله (الرأسمالية الوطنية) التي كنا نعرفها والتى كانت تقوم بتشييد المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ، رأسماليو اليوم (هم فاضين من تسجيل اللعيبة) !
لا تسألنى يا صاحبي (الحل شنو؟) لانني سوف أقول لك ببساطة (هي يعنى بقت على فطور الأولاد ديل) ؟ ما القصة كوووولها بايظة .. عشان الأولاد ديل يفطروا لازم قروش (كتيره) ترجع وتساهم في حل الأزمة دى .. زى قروش الإنقاذ الغربي ، قروش المدينة الرياضية ، قروش قناة الضحى،قروش الأقطان ،قروش الشنو ما بعرف داك ، القروش دي لازم ترجع عشان الأولاد ديل يفطروا ، هو أصلو (اللبع البدون رحمة ده) هو الأوصلنا للحتة دى !!
لعلك ايضاً تسألنى يا صاح : طيب أفرض (القروش) القلتا عليها دى ما رجعت ، العمل شنو؟ أقول ليك : بسيطة طواااالي نعمل (ص د ف) .. صندوق دعم الفطور .. ما قبل يومين تلاته نادينا بعمل (ص د ق) صندوق دعم القسطرة .. وقبل أيه مش تعرف كده نادينا بعمل (ص د ر) صندوق دعم الرادار نحنا تطير عيشتنا ما حياتنا كوووولها بقت عاوزه ليها (صناديق دعم) !!

كسرة :
نسيت .. وقروش الخط كمان ترجع !
كسرة ثابتة :
أخبار خط هيثرو شنو؟
[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]

تعليق واحد