نور الدين مدني

زيارة (مبارك)ـة!

[ALIGN=CENTER]زيارة (مبارك)ـة! [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]رغم اننا لا نعلم تفاصيل ما دار بين الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس البشير ونائبه الأول سلفاكير إلا ان ما تسرب للإعلام من تصريحات أدلى بها الرئيس المصري ووزير الخارجية السوداني تؤكد أهمية هذه الزيارة وما تم فيها من تداول وتفاكر حول التحديات الماثلة في بلادنا.
* صحيح ان العلاقات السودانية المصرية رغم تاريخيتها وعمقها الشعبي إلا انها مرت بفترات توتر وخلافات فوقية بين الحكومتين السودانية والمصرية مازالت تلقي بظلالها رغم تجاوز أسباب هذه التوترات والخلافات ومشروعات وقرارات وتوصيات اجتماعات اللجنة السودانية المشتركة.
* لذلك تكتسب زيارة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي نعتبره بمثابة الأخ الأكبر بعد ان تراجعت النظرة الاستعلائية التي كانت القيادة المصرية، خاصة في عهد الملكية، تتعامل بها مع السودان، وبعد ان جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات السودانية المصرية جعلتها علاقات أخوية ندية على المستويين الحكومي والحزبي.
* نحن نعلم ان العلاقات الأخوية بين أبناء وادي النيل لم تتاثر بهذه التوترات والخلافات اللهم إلا على صعيد الاجراءات المعقدة التي كانت متبعة خاصة إجراءات تأشيرة الدخول إلى شمال الوادي ونحمد الله أنها الآن رغم بطء تنفيذ استحقاقات الحريات الأربعة المتفق عليها أصبحت شبه عادية.
* نعود للزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الشقيق محمد حسني مبارك ونقول اننا لا نرحب به فقط في وطنه ووسط أهله، لأننا بالنسبة للشقيقة مصر عمق استراتيجي تماماً كما تمثل لنا مصر التي هي أم الدنيا الامتداد الطبيعي لنا، ونعلم ان وحدة السودان واستقراره وأمنه يهم الأشقاء بشمال الوادي تماماً كما يهمنا استقرار مصر وأمنها.
*ونعلم أيضاً ان الدور المصري وإن تراجع إلى حد ما في ظل التمدد الاقليمي والدولي في شأننا، إلا اننا نرى ضرورة هذا الدور الشقيق لدعم الدور الوطني الداخلي الذي بدأ يتقوى خاصة ملتقى أهل السودان الذي نسعى لجعله ملتقًى جامعاً حقيقياً لا ليسهم في حل المسألة الدارفورية الأكثر الحاحاً في هذه المرحلة وانما لكي يحقق الاتفاق السياسي الشامل حول مختلف القضايا المصيرية المخرج اللازم للحل السلمي القومي الديمقراطي ولمواجهة التحديات القائمة والكامنة.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1077 – 2008-11-12