الفاتح جبرا

ما بتشوف؟

[JUSTIFY]
ما بتشوف؟

تربطنى علاقة صداقة وزمالة دراسية مع كثير من الإخوة في الشرطة بمختلف الرتب وقد كان الحادث الذى تعرضت له وأسرتي بشارع الحرية بالخرطوم قبل حوالى عامين موضوعاً للتحاور والتفاكر معهم حول التجاوزات التى يقوم بها بعض المنتسبين لهذا الجهاز الحساس .
والموقف الذى كنت قد تعرضت له كان محاولة إبتزاز وإستفزاز وترويع قام بها فردان من (الشرطة) وهما (يركبان) دفار يجمل لوحات الشرطة الزرقاء وقد قامت قيادة الشرطة بالتحقيق في الأمر ومحاكمة من قاموا بهذا الفعل المشين رغم البطء الذى لازم المسألة (سنة وشوية) !
لقد قلتها لبعض قيادات الشرطة صراحة فعلى الرغم من وجود بعض العناصر الشرطية المميزة إلا أن هنالك تفلتات ذات حجم مقدر لبعض المنتسبين لهذا الجهاز وأن على القائمين بالأمر عمل (فلترة) لإقصاء هؤلاء الأشخاص حتى لا يفقد المواطن مصداقيته فى الشرطة التى يأمنها على ماله ونفس وعرضه وممتلكاته !
ورغم أن هذه التجاوزات (خشم بيوت) فدعونى أسرد لكم بعض التجاوزات (السغيرونة) التى حدثت لي مؤخراً وأختصرهم في حادثتين إستدلالا لما أقول :
الحادثة الأولي وأنا أحاول (ركن) عربتى مساء أحد الأيام أمام (حديقة الريفيرا) بأ مدرمان حيث كنت والأسرة مدعوون لحضور حفل تخريج ابنة قريب لنا ، وأنا أحاول ركن العربة وجدت مساحة خالية وقفت فيها ولم ألاحظ (والدنيا ضلمة) أن هذه المساحة قد تم وضع شريطاً (حبل) عليها منعاً لدخول العربات وما هي إلا ثوان حتى هرع نحوي (جندى شرطة) لا يتجاوز عمره العشرين قائلاً :
– إنتا عميان ما بتشوف !!
صعقت من نوع المخاطبه لهذا الفتي اليافع فرددت عليه غاضباً :
– إنتا يا ولد قليل أدب ؟ أتكلم كويس !
صعق الفتى من ردي الغاضب ,ولم يرد وقد كنت حينها أود أن أعطيه محاضرة في (الأدب) لولا أننى كنت على عجلة من أمري حيث أدرت محرك العربة بحثاً عن مكان آخر !
الحادثة الثانية تشابه الأولي فبينما كنت أقود عربتي ظهراً عائداً للمنزل برفقة زوجتى بعد أن قمت بعمل بعض الفحوصات بمستشفي القلب أحسست ببعض الإنهاك فطلبت من زوجتى أن تتولي القيادة وبالفعل توقفت أمام وزارة الثقافة بشارع الجامعة وقمت بفتح باب العربة خارجاً لنتبادل المواقع وما أن فتحت الباب حتى هب شرطيان كانا في حراسة الوزارة واقفين حيث بادرني احدهما :
– يا زول الوقوف هنا ممنوع يلا أمشي !
قلت له :
– يا ابنى حقو تنتظر ثواني بس لأني ما عاوز أقيف !
وهنا (شطح) ولدنا التاني المعاهو (وزاد المحلبية شوية) إذ إنتهرني قائلاً :
– يا زول إنتا ما بتسمع ؟ قلنا ليك أمشي الكلام ده بالياباني !
بالطبع فوجئت أيما مفاجأة من كلام ولدنا (العسكري) ده وكان ممكن يطق فينى (عرق) يوديني (أحمد شرفي) خاصة وأني مجهد وجاي من (من فحوصات قلب وكده) ! غير أنني رديت عليه بمثل ردي على زميلة في الحادثة الأولى (بتاع إنتا ما بتشوف) ! مما إضطره أن يسألنى وقد فغر فاه دهشة وهو غير مصدق لما سمعه من رد :
– إنتا منو؟
الشاهد أن هنالك خللاً ما يجب على قيادات الشرطة سرعة تداركه وما (حادث الديم) الأخير ألا شاهداً علي ذلك وخليكم من حكاية (أعيرة نارية في الهواء اصيبت على اثرها احدي المواطنات) !
كسرة :
طيب لو ما كانت في الهواء كان حصل شنو؟

كسرة ثابتة :
أخبار خط هيثرو شنو؟
[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=5]اتفق ان طريقة افراد الشرطة في التعامل سئية للدرجة الغير عادية ولا يفرقون بين ممارسة المهام والاستبداد لمجرد ارتداء اللباس العسكري .لكن من جهة اخري نحن السودانيين هذه الطريقة الجافة والعجرفة في التعامل هي شاننا في كل الامور بداء من الكمساري وصولا للوزير ونتناسي السلوك الحضاري المقدم من سيد البشرية.قلما تجد شخص يرد عليك بطريقة مهذبة وصوت خفيض كلهم يتصفون بالوقاحة والجليطة[/SIZE]

  2. حفظك الله ورعاك يا جبرا لكشف كل ماهو سى وشاذ فى هذا الوطن الحبيب حتى يتعلم الجميع حسن التعامل واشهد انك بتشوف ونص ويا ابا المنذر مالك انت شوكة حوت مع تحياتى للاستاذ الرائع دوما حبرا وربنا ما يحرمنا منك .