رأي ومقالات

«الجرب» في مناجم الذهب

[JUSTIFY]في الوقت الذي تدعو فيه منظمة الصحة العالمية إحدى مؤسسات الأمم المتحدة من خلال الخبيرة بها الدكتورة «شانتي» إلى خفض الملح في الرغيف في المخابز في ورشة عمل الأمراض غير السارية بالخرطوم، في هذا الوقت ظهرت في ولاية غرب دارفور أكثر من ثلاثة آلاف حالة إصابة بمرض الجرب الجلدي أو ما يشبهه، لدرجة أن حمَلت المسؤولين هناك على التفكير في إغلاق المدارس. ويقول تقرير نشرته «الإنتباهة» أمس: هذا المرض بدأ يظهر في غرب دارفور بعد ظهور أمراض هناك منذ سنوات آخرها الحمى الصفراء. فأين منظمة الصحة العالمية من هذه الأوبئة الفتاكة؟! وإذا كانت هي منظمة دولية فحري بها أن تهتم بالأمراض الخطيرة التي يمكن أن تعبر حدود الأقطار والقارات أكثر من الملح في الرغيف.

وإذا كانت هذه المنظمة الأممية جادة بالفعل في اهتمامها بإنسان «العالم الثالث»، فينبغي أن يترك خبراؤها الآن قضية «ملح الرغيف»، ويتجهوا إلى تلك الولاية الحدودية. وإن كنا نعلم أن منظمة الصحة العالمية لا تتدخل إلا إذا ما ارتفع المرض إلى درجة الوباء وأعلنت عنه الدولة رسمياً فإن ملح الرغيف ليس وباءً، ورغيف السودان ليس فيه كمية الملح التي تنذر بالخطر الصحي.

وحتى لا نشعر بأن هذه المنظمة الخدمية الدولية مجرد لافتة لتجميل صورة المجتمع الدولي الذي تقوده واشنطن وبعض أوروبا. المهم أن الحكومة الولائية قد أنفرت واستنفرت الخفاف والثقال لاحتواء الوباء «الحكومة المركزية والمنظمات العاملة في المجال الصحي». وقضية «ملح الرغيف» قابلة للتأجيل. فمشكلة غرب دارفور هي الأهم الآن.. حتى لا ينتشر المرض وسط طلاب المدارس والخلاوي، ووسط المنتظرين في الحراسات ومن هم داخل السجون وفي التجمعات التي يحدث فيها الاحتكاك.
وإذا كان هناك من يقول بأن المرض قد دخل إلى محلية كرينك عبر المنجِّمين عن الذهب في جبل عامر، فهذا ينبغي أن يلفت نظر الحكومة إلى مناطق التنجيم الأهلي، ويحثها على الاهتمام بالرعاية الصحية فيها.. وتوفير كل ما يُسهم في الوقاية من المرض بقدر الإمكان، فالرعاية الصحية ينبغي أن تشمل كل المواطنين وغير المواطنين في كل منطقة في البلاد.
زيادة الأجور هذا معناها ليفهم كل مواطن أن زيادة الأجور دون المطالبة بها بإلحاح فإن الدولة حتماً ستصدر قرارها السنوي القاضي بها.. وذلك لأن ترجيح كفة الوارد في الميزان التجاري يسبب مشكلات الإنتاج القومي، الأمر الذي يضطر الحكومة لطباعة المزيد من ورق العملة أو رفع الضرائب والجمارك والتوسع في قنوات الإيرادات لمقابلة مرتبات العاملين بالدولة. وبالتأكيد هذا الحل يفرز التضخم النقدي. لكن بدلاً من المطالبة بزيادة الأجور، دعونا نقود حملة مطالبة بما يقود لخفض الأجور في كل عام.. أتدرون ما هو؟! إنه الإنتاج الذي يجعل حجم الصادر أكبر من حجم الوارد. وشيئاً فشيئاً لا يكون للسودان حاجة إلى الوارد إلا المواد الخام التي لم ينعم بها الله على السودان. إن الاقتصاد الجيّد هو أن يكون الوارد مواد خام في أغلبه والصادر منتوج في أغلبه لكن في السودان يحدث العكس.. نصدر الصمغ العربي خاماً، ويعود إلينا منتوجات غذائية وعلاجية.
أين المسيرية؟! قال الناطق الرسمي باسم اللجنة القومية لدعم استفتاء أبيي أتيم سايمون إن قضية أبيي لا تخص النقوك وحدهم كما تتخيل الخرطوم، فهي شأن جنوبي قومي لا مساومة فيه. وسؤالنا هنا هو أن بروتوكول أبيي رغم جوره على المسيرية هل يُعتبر لاغياً بعد انفصال الجنوب؟! وهل يعتبر المسيرية بعد الانفصال أنهم يقيمون في دولة جنوب السودان وهم لا يشعرون؟!

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]