كلمات من التاريخ (2)

مواصلة لما بدأته بالأمس من «سفر الولاء»، اليوم نقف على رسالة الشريف يوسف الهندي «19 ذي الحجة سنة 1332» مخاطباً فيها الحاكم العام آنذاك على النحو التالي «عطوفة حاكم السودان العام.. أنا الموقع اسمي أدناه الشريف يوسف الهندي بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن أهلي وعشيرتي من العرب المسلمين من قريش وهاشم وغيرهم من مريدينا بالسودان، أقدم الى عطوفة الحاكم العام بالسودان هذا، لأعرب عن خالص ولائنا لحكومتنا العادلة ولشخصكم المحبوب.. وشهادتنا التي نقدمها أمام الله والناس على ما تأسس بواسطة حكومتكم في الأمن، والعمار، والعدل في ربوع السودان، وعلى تسهيل طرق الحج وتأييد العلم وإكرام العلماء ومشايخ الطرق، كما أننا نشهد أن الست عشرة سنة التي اختاركم الله لتكونوا بها حكاماً للسودان، لم نقرأ مثلها بالتاريخ، فإننا تحت رايتكم التي تظلل الملايين غيرنا من المسلمين، متمتعون بالحرية التامة في تأدية شعائر ديننا ودنيانا.. وبما أنه قد بلغنا الآن نشوب الحرب مع تركيا التي حاربنا ظلمها من قبلكم، فإننا نكرر ولاءنا الصادق وإننا على ديننا الإسلام ندعو بنصر الحق- الذي بجانبكم- على الباطل الذي هو مبدأ المانيا بحربها هذه التي ملأتها عليها زمرة من الاتراك، الذين سيقضون على مملكتهم بالخراب غير مرتدعين ولا مرشدين.. وها أننا يا عطوفة الحاكم العام نقدم أنفسنا، وما تمتلكه أيدينا للحرب لجانبكم ضد الأتراك والألمان، ونسأل الله لكم الفوز والنصر أنه على كل شيء قدير، وليعلم الألمان والأتراك ما نحن عليه، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والسلام.. الإمضاء/ الشريف يوسف الهندي في 19 ذي الحجة سنة 1332».

وقد ذكر «لبيب جريدتي مدير تحرير جريدة السودان» في 4 اغسطس 1915 أنه في اليوم الذي أعقب إعلان الحرب بين بريطانيا العظمى وتركيا، دعا صاحب الدولة «السر رجلتد ونجت» حاكم السودان العام عدداً من كبار رجال الدين المقيمين في الخرطوم وجوارها، وخاطبهم بصراحة واخلاص مبيناً لهم الأسباب التي أدت الى نشوب الحرب بين هاتين الدولتين».. وهذا هو تفسير لسفر الولاء وانفعال هؤلاء الرجال به.

آخر الكلام: كلما أحكمت الأيام على الحاضر كلما كان من الضروري العودة للوراء واستبانة ماذا قال التاريخ أو على الأصح ماذا قال الزمان في كلمته الماضية.. فهل نحن مجيدين لقراءة قرائن التاريخ.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]