رأي ومقالات

ام وضاح : يا الفي الشمال حيي الجنوب !!

[JUSTIFY]لم أبخل بالاحتفاء والاحتفال وإبداء السعادة بزيارة رئيس دولة الجنوب سلفاكير إلى الخرطوم قبل أيام من الآن، ليس لأن أواصر قربي ودم وثقافة وحتى هوية كانت تربطنا بشعب دولة الجنوب حتى ((أمبارح القريبة دي))، وأقصد ما قبل الاستفتاء على الانفصال، ولكن لان الجنوب الآن بكل المقاييس هو الجار الأقرب والأهم والأكثر إستراتيجية من بقية الجيران باختلاف اتجاهاتهم شمالاً وشرقاً وغرباً، وما يربطنا بالجنوب ليس العمق الاستراتيجي الذي يمثله لنا فقط، ولكنها مصالح اقتصادية في المقام الأول، والجنوب الآن يمكن أن يصبح من أكبر المستوردين لما نصنعه من مواد غذائية تبدأ من دقيق الذرة وتنتهي بموية الصحة، ولن ننكر أو نغش أنفسنا ولا نقول إن عائد نفط الجنوب مهمة للخزينة الوطنية والمبلغ الذي يعود عليها كبير ولا يستهان به!!

أقول لن أخفي فرحتي بهذه الزيارة لكنني لم أخف دهشتي من أننا حتى الآن وأقصد كحكومة لم ندرك أن العلاقات بين الشعوب يسهم في تأطيرها وتفعليها الجهد الشعبي والثقافي والفني، وكنت أتمني أن تعقب زيارة سلفاكير للخرطوم قيام وفد فني ((مجهز)) إلى جوبا، وكلنا ندرك كم أن قلوب الجنوبيين، خاصة من تربوا في كنف الشمال ودرسوا وتعلموا في جامعاته، كم هم قلوبهم معلقة بمحمد وردي وود الأمين والبلابل والكابلي ومن جيل فرفور وطه سليمان وشريف الفحيل، فلماذا نتجاهل قيمة أن يكون الفن هو الرابط القوى والمقدس الذي يتوج هذه العلاقة النبيلة الضاربة بجذورها، وهي علاقة ليست محل مزايدة رغم أن الدلائل تشير أحياناً كثيرة إلى أنها علاقة متوترة، لكنها في ظني لو ((سلمت)) من اب عينين خضر فهي علاقة سلسلة وسهلة، وعلى قول الفنان ((بالريدة بتحل))!!
فيا سيدي وزير الثقافة والإعلام الدكتور أحمد بلال، أعتقد أنه آن الاوان أن تلعب الوزارة دورها التاريخي المرسوم بدقة في احتواء الخلافات بين شعبي السودان وجنوب السودان، بل والأهم في امتداد العلاقة إلى ما هو أقوى وأعظم، لان السياسة تتبدل وتتغير، ويبقي الفن خالداً لأنه يخاطب الوجدان والأحاسيس، ومن تمتلك وجدانه وأحاسيسه غير وارد أن يغدر بك أو يطعنك من الخلف!!
ويا (الفي الجنوب هاك لحني قال قال قال))!!

صحيفة آخر لحظة[/JUSTIFY]