رأي ومقالات

المبعوث الأمريكي .. مهام خاصة !!

[JUSTIFY]أمام لافتة كبيرة كتب عليها اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيى «أجوك» من قبل السودان ترحب بالمبعوت الخاص للرئيس الأمريكي أوباما لدولتى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث ، طلب المضيف رئيس اللجنة المشتركة الخير الفهيم المكى عند استقبال الضيف وبرفقته القائم بالأعمال الأمريكي السفير جوزيف استافورد وآخرين ذوي صلة بالمهمة ، التقاط المزيد من الصور بجوارها ، فيما تسارعت وسائل الاعلام المختلفة لاغتنامها فرصة مستخدمة أحدث فنون وطرق وآليات التصوير ،فالتزم الجميع الصمت ولا صوت الا أصوات الكاميرات وحركة المصورين .

الأجواء حول موقع اللجنة المشتركة أجوك الواقع بشارع «53» كل شئ من حوله يشير بوضوح لحدث مهم وحضور شخصية ذات أهمية بمكان فى قامة المبعوث الخاص لرئيس الدولة الأولى فى العالم ،حيث غطت الشرطة المكان لحفظ النظام ،علاوة على وجود طاقم خاص يبدو انه يتبع لأمن السفارة الامريكية، الا أن المكان ذاته غير معلوم لكثير من وسائل الاعلام التى استخدمت هى الأخرى مقدراتها الخاصة للوصول اليه فى أفضل صورها «الاستعانة بزميل» ، حضر الضيف المبعوث الجديد بوث مقر اللجنة المشتركة الساعة الثانية ظهرا فى أول زيارة له ممتطيا فارهة السفارة الأمريكية بالخرطوم كحلية اللون نجح سائقها بعد محاولات جادة أن يجتاز امتحان الدخول عبر البوابة الرئيسية للدار والتى لم تكن ضيقة ولكن العربة ذات الحجم الكبير انطبق عليها القول البطن بطرانة كما يقول المثل الشعبي، السيارة الأمريكية مصفحة وذات جودة عالية شدت انتباه كثير من الزملاء بوسائل الاعلام المختلفة .

بدا القائم بالعمال الامريكي جوزيف استفافورد مضطربا قليلا أو أقل ما يوصف انه غير مرتاح ولكن لماذا هذا ما سيجيب عليه بنفسه ! الا أن المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بوث والذى جاء خلفا للمبعوث برنستون ليمان الذى اشتدت الأزمات السودانية فى فترته بدا اكثر انفتاحا ، اذ أكد بوث بنفسه انه جاء ليستمع من الخير الفهيم المكى لوجهات نظره باعتباره رئيسا اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيى «أجوك» من قبل السودان ، وقال المبعوث فى تصريحات مقتضبة عقب اجتماع دام أكثر من الساعة والنصف،انه جاء لمتابعة تكليفه مبعوثا خاصا من الرئيس أوباما لدولتى السودان وجنوب السودان وأن مهمته لتطوير العلاقات السودانية الأمريكية ومساعدة دولتى السودان ، وجنوب السودان لحلحلة القضايا العالقة بينهما ، الا أن بوث أكد أن الاجتماع كان مثمرا ومهما للوقوف على الكثير من النقاط المهمة ،وفى رده على بعض أسئلة وسائل الاعلام حول الاستفتاء قبل اعتذاره لارتباطات باجتماعات اخر ،أكد بوث أنه سيبذل قصارى جهده ومحاولاته لايجاد حل لقضية أبيى التى وصفها ب«الشائكة» .

رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيى «أجوك» من قبل السودان الخير الفهيم المكى ، أكد فى تصريحاته لوسائل الاعلام انه قدم تنويرا مهما للمبعوث الأمريكي بوث ، موضحا وجهة نظر اللجنة ومهمتها ، وقال الفهيم ان مهمة لجنته فى المقام الأول تكوين المؤسسات المدنية والتى تشمل الادارة التنفيذية لمنطقة أبيى والمجلس التشريعى والشرطة لتهيئة الأجواء للحل النهائى، وقال ان الحل النهائى من اختصاص وسلطات رئيسى البلدين ،ويرى الفهيم أهمية تكوين المؤسسات المدنية لتقديم الخدمات للمجتمعات بالمنطقة .

ولكن ماذا دار خلف الكواليس فى الاجتماع الطويل المشترك بين رئيس اللجنة الاشرافية والمبعوث الأمريكي بوث ووفده ؟ وجهات النظر بين الطرفين نقلها المترجم ،مابين اللغة العربية التى استخدمها الفهيم والانجليزية التى استخدمها المبعوث الأمريكي ،ولكن من الواضح أن بوث جاء محاولا الضغط لتليين الموقف السودانى بشأن قيام استفتاء أبيى فى موعده اكتوبر المقبل والذى جاء عبر ممارسات الضغط من قبل أبناء أبيى بدولة جنوب السودان ،قبل أن يتصدى له الفهيم رافضا رفضا باتا قيام الاستفتاء ، فى مواعيده المقترحة من الآلية الأفريقية الرفيعة متخوفا أن يؤدى ذلك لكارثة تحل بالمنطقة .

وأكد الفهيم لـ«الصحافة» أن الاستفتاء أصلا مرفوض من قبل السودان ولم توقع الدولة على مقترحات أمبيكى ،وأبان الفهيم بأن للاستفتاء آليات ومفوضية مشتركة توافق عليها الدولتان برئاسة الاتحاد الأفريقى ، وزاد الفهيم قائلا الاستفتاء ذاته يجب أن يستند على الدستور السودانى لأن أبيى سودانية ! ولها بنود فى صلب الدستور ، الا أن بوث قال فى نهاية حديثه فى الجلسة المغلقة لايمكن اقامة الاستفتاء من طرف واحد وقال انه جاء لمساعدة السودان وجنوب السودان لحلحلة القضايا العالقة بينهما.

ولكن ما مدى قانونية تلك الاجراءات المتعلقة بالاستفتاء والتى تجرى بأبيى من قبل الدينكا نقوك؟ وقد جاءت تأكيدات ادوارد لينو رئيس الآلية المشتركة لأبيى «أجوك» من قبل دولة جنوب السودان باستمرار عمليات التسجيل والحصر لاقامة الاستفتاء فى مواعيده اكتوبر المقبل وألا تراجع من قبل أبناء أبيى لتقرير مصير المنطقة ، وزاد لينو فى تصريح خاص لـ«الصحافة» من جوبا قائلا «الاستفتاء سيقوم فى مواعيده يعنى سيقوم » ، فيما اعتبر الفهيم من جانبه فى حديث خاص لـ«الصحافة» أى محاولات لاجراء الاستفتاء من جانب واحد سيفجر الأوضاع فى المنطقة ، مؤكدا عدم قانونية وشرعية تلك الاجراءات التى تقوم بها حكومة الجنوب بأبيى ، فيما قالت قيادات من قبيلة المسيرية رفضت الكشف عن أسمائها قالت انها تحمل الحكومة الأمريكية تبعات ومآلات الأوضاع فى المنطقة فى حالة استمرار حكومة الجنوب فى تنفيذ خطوات تقود لاجراء استفتاء فى أبيى من طرف واحد .

صحيفة الصحافة
ابراهيم عربى[/JUSTIFY]