رأي ومقالات

صراع البرلمان والوزير لماذا ؟!

[JUSTIFY]«إجازة قرار رفع الدعم عن المحروقات دون إيداعه منضدة البرلمان يخالف قانون ميزانية العام 2013م» هذا ما ذكره أمس الأوّل رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الأستاذ محمد الحسن الأمين.. وهو يؤكد استحالة إنزال القرار على أرض الواقع. وذكر أيضاً أن بندي قانون الميزانية يؤكدان عدم جواز تعديل بنود الإيرادات الواردة في القانون إلا بموافقة الهيئة التشريعية «القومية». لكن إذا افترضنا أن الجهاز التنفيذي ممثلاً بوزير المالية لم يخالف قانون الميزانية، وخضع لأية خطوة في شأن رفع الدعم عن المحروقات لموافقة أو رفض البرلمان، فإن السؤال هنا هل هذا يمكن أن يكون سبيلاً يوصل إلى التراجع عن رفع الدعم، أم أن الأمر هو فقط أن يمارس البرلمان سلطاته؟! إن البرلمان لا يستطيع أن يُوجد بديلاً لرفع الدعم بعد أن وقع فأس التجنيب والفساد والإنفاق غير الضروري على رأس معيشة المواطن. وإذا كانت هناك فائدة وطنية يمكن أن نرجوها من البرلمان فهي أن يقدم من خلال اللجنة الاقتصادية الحلول التي تغني عن زيادة أسعار السلع الضرورية الرسمية مثل المحروقات. ليجني المواطن من مؤسسة نوابه وممثليه الثمار المرجوة. لكن صراعه مع الجهاز التنفيذي بلا جدوى فلا داعي له بعد أن انكسرت الزجاجة وتدفق ما فيها.
تنازل أم خلافة؟ قال النائب الأول لرئيس الجمهورية في المؤتمر العام السادس للاتحاد الوطني للشباب السوداني إنهم كقيادات في الدولة مستعدون للتخلي عن مواقعهم وإفساح المجال للشباب.. ثم قال «غداً ستأخذون مواقعكم حيث نحن الآن». وأنا لم أفهم.. هل يقصد أن يكون الشباب خلفاء لهم باعتبار أنها سُنة الحياة التي انطبقت عليهم هم أيضاً، أم يقصد التنازل وهم قادرون على العطاء؟! إن كان الأمر خلافة، فليست الآن إذن، وإن كان تنازلاً فليكن الآن، لأن غداً سيكون خلافة وليس تنازلاً. والفرق واسع بين الحالتين، فالخلافة تكون بعد تقدم عمر السلف أو فنائه. لكن كان الأروع في خطاب النائب الأول للرئيس أنه تحدث عن أن الشباب قدموا من خلال مواقعهم نموذجاً للتداول السلمي للسلطة.. ولعله يشير إلى انتخابات ومؤتمرات بعض المؤسسات مثل الاتحاد الوطني للشباب. فهي بالفعل تمرينات مهمة في ممارسة الديمقراطية. ترى بماذا يمكن أن يعلّق الصادق المهدي على هذه الإشارة؟!
غباء «حسني مبارك» قال الرئيس المصري الأسبق المخلوع محمد حسني مبارك إنه كان يعتقد أن الفريق أول عبد الرحمن السيسي تابع للإخوان المسلمين لكنه تفاجأ بأنه ضابط ماكر.. حينما قاد ضد شرعية الإخوان المسلمين انقلاب 3/ يوليو الذي مهد له بتمرد 30 يونيو.
وإذا عدنا إلى قرابة ربع قرن نتذكر أنه بعد انقلاب عمر البشير في «30» يونيو 1989م وإذاعة بيانه الذي كان يتضمن إشارة غامضة إلى ضرورة استئناف الحياة الإسلامية نجد أن حسني مبارك لم ينتبه إلى تلك الإشارة أو أنه لم يتابع قراءة أو نشر البيان لكنه حكم على أن الانقلاب السوداني يقوده ضباط موالون بصورة أو أخرى إلى نظامه ربما لمجرد أنهم انقبلوا على رئيس حزب الأمة وهو الحزب المعروف بتاريخه السياسي تجاه مصر الناصرية وكان قد قال حينها :«الأولاد ديل بتوعنا» ليتفاجأ أنهم «جبهة إسلامية». فغباؤه جعله يعتقد أن السيسي إسلامي وأن البشير علماني، فهو اختيار السادات الغبي الأكبر.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]