فدوى موسى

وجــــه البــــــلف


[JUSTIFY]
وجــــه البــــــلف

«لا شيء مطلق» هكذا يجب النظر لكل مبدأ في حالة المثالية.. أما عند النزول لمرحلة التطبيق يبقى القول بتقدير الحالة بحقها ومستحقها ونزاع الحريات للمواطن الجنوبي الذي يقيم الدنيا ويقعدها في البلاد هذه الأيام له ما يبرره من واقع ممارسة سياسة تفتقد للبوصلة الراشدة.. وخير دلائل ذلك الواقع المهزوم والمأزوم الذي تمارسه كل من حكومتي السودان وجنوب السودان تجاه البترول هو هذا الجدل.. لأن حاله «المكايدات السياسية وطريقة خلف الكي» لا تجدي البلدين شيئاً.. فماذا جنى السودان من «قفل البلف».. وماذا جنى جنوب السودان من «قفل البلف».. كلا البلدين صارا في حالة «وجع البلف» الذي صار بموجبه الأول في حالة بحث عن البدائل الاقتصادية والبحث عن الإسعافات الاقتصادية العاجلة التي تمثلت في حراك اقتصادي يلاحظه الداني والقاصي.. أم الطرف الآخر فيبدو أنه أصيب بحالة تعامي للواقع الجديد للدولة الأمر الذي يجعله محاصراً بأجندات الدول النافذة.. وهكذا انشطر سودان ما قبل التاسع من يوليو إلى طرفي تشاكس وتلاعب «بدمية أو لعبة اسمها البلف».. الأمر الذي يحسب على عاتق البسطاء الذين يجدون أنفسهم أحياناً يتمثلون برؤى الساسة المتحاملة أو بإحساسات وطنية قديمة أو في حالة ترنح سياسي.. ولسان حال البعض «خلونا من الحريات الأربع.. أدونا حرياتنا الأربع وأربعين الأكل والشراب.. العلاج.. والتعليم والسكن والمواصلات والكهرباء و.. و.. بعد داك أكان قلتوا دايرين تدوها للجيران خير وبركة».

شتارة!

ونحن نقطن في الأحياء الشعبية لنا من «الدراما» ما يخصنا دون سوانا.. والبلاد تتداعى جدلاً في هذا وذاك.. وإحدى الأجنبيات في منطقتنا تحيل النوم في عيوننا إلى «سهر الجداد» وهي تترنح تحت وطأة السكر «رغم أنها لا تتمتع ببنود الحريات إلا أنها تمارسها بلا قيود».. فنقوم نحن السكان الأصلاء في حالة أشبه بالذهول «نتساءل ما الخطب».. لنقف على حقيقة أن الأجانب والمتسللين إلينا «ماخدين راحتهم على الآخر.. دون اتفاقيات أو بروتوكولات أو أي نوع من الاتفاقيات.. أها في شتارة أكتر من كده».. ويبدو أن جوهر المشكل في البلاد هو غياب مبدأ السيادة «ذات نفسه».. بالله عليكم أعيدوا لنا الإحساس السيادي ثم ابحثوا عن المخارج الأخرى..

آخر الكلام:

إن كانت البلاد محلاً للتسلل والتواجد الأجنبي.. فلنكن أكثر دبارة وأبعد نظراً في حالة المصالح المشتركة.. فالدول التي تربطنا بها مصلحة نفسح لها بعضاً من المجال باعتبار ما سيكون.. وإلا علينا تحمل الإزعاج العام والوجع العام و مبرووك علينا الشتارة..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]