فدوى موسى

شطفتوه!


[JUSTIFY]
شطفتوه!

كثرة ما بح القلم حبراً ومداداً في كثير من تداعيه بمفردات الوداع والحزن، بدءاً من قامات شعبية وسياسية وفنية واجتماعية، إلى خاصة الخاصة، وكلهم يمضون إلى قدريتهم المحتومة، ولا نملك إلا أن ندعو لهم بالرحمة.. وداعاً «نقد» السوداني البسيط الهميم.. وكما قال «عبدو».. «الفرح شطفتوه».. ولمن لا يعرف المقصود بهذه العبارة، فهي توازي «بذهابكم الفرح كمل.. خلص خلاص» والملاحظ أن هذا العام مسحات الحزن العام كثرت، وهي أقدار دونها تتقاصر الأعمال.. فلتبكي البواكي ولتوصف الوصافات فهامات وطنية تتناقص، ومسؤولية كبرى توضع على عاتق هذا الجيل.. فكلما احتضنت أرض هذه البلاد جسداً طاهراً وعقلاً عبقرياً لزم أن يقوم الشباب بدور رائد لوطن قادم.. «سودان جديد»..

أكتب عندك!

التاريخ لا يرحم.. لأنه يجرد الأحداث من كل دثار ولباس.. ويتركها كما هي مثلما ولدتها القرائن.. فمن شاء سجل لها الاسم بمداد النور وفضل الأعمال وإلا لفظه الكتاب.. فالأبطال الحقيقيون يصحبهم جهد وعرق وسيرة عطرة، تبقى فائحة كلما فتح الصفحة متصفح، فهنئياً لكل الذاهبين ووراؤهم إرث يحييهم كلما ذكرت سيرة الموت.. فعندما ذهب «وردي» جسداً مسجياً إلى رحاب ربه.. صحت غنيواته في مشروع ضخم لبرمجة إنسان السودان في شيء رمز إليه أستاذ مصطفى أبو العزائم «بشيء ما».. فأين كل فرد في مواقع التاريخ «وأكتب عندك.. سطر.. نقطة.. وبالعدم فط السطر وأقلب الصفحة»..

سفر البشير

بقدر ما طوت المخاوف والتوجسات محاذير لسفر البشير إلى جوبا، بقدر ما تحكي هذه المخاوف عن هزة كبيرة في الأجواء السياسية، فالإحساس بملاحقة سيادة الدولة يعكس نوعاً من القيود التي تنتقص من مجال امتداد العلائق الخارجية على أعلى مستوياتها، ورغم أن التطمينات تخرج من جوف أحداثها، فإن سفر البشير إلى جوبا يمثل خطوة فارقة في تاريخ العلاقة بين الدولتين، بعدما استلم المتحف في جوبا علم السودان، الشيء الذي ليس بعده حذر ولا خوف، وليعلم الجميع أن زمن التضحيات الكبيرة يفرض نفسه، وربما خطوة قوية تعيد الأمور إلى نصابها الأول.

آخر الكلام:

لا تجعلوا الظنون «تشطف» فهمكم لحق الوطن فلنمجد للوطن بعرق الفدائيين..

مع محبتي للجميع[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]