[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]شباب شباب! [/ALIGN]
تهم أمانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني للإعداد للملتقى الشبابي العالمي هذه الأيام.. والمعروف أن مثل هذه الملتقيات تحتاج لجهد فكري متسع الطيف لتحريك الساحة الفكرية السودانية، ومن جانبنا نمني أنفسنا بأن تتسع دائرة التنظيم لهذا الملتقى لتشمل أطياف شباب السودان المختلفة.. دون أن يقصر النظر على شباب الأمانة.. ذلك أن المناخ الآن يسمح ببسط المساحات لأن يبدع الجميع، فمجال الإبداع ليس محصوراً على جهة بعينها دون الأخرى، وإن أمسكت تلك الجهة بالملف وأحكمت قبضتها.. والتحية لهؤلاء الشباب وهم يحملون الهم العام بين حناياهم وهذا ما دفعنا لأن نذهب إلى ما ذكرنا.. ولأننا نؤمن بأن الشباب هم قادة الغد وقادة التغيير.. إذن نحن موعودون بملتقى شبابي «سوداني» عالمي خالص الفكر والثقافة واسع الطيف الفكري اذا ما روعي ذلك. باب الإحترام! هل يمكن أن يكون الإحترام الزائد والمثل والقيم الكريمة نوعاً من التقييد لمن يتبنى أمرهم في هذه الأيام؟.. لا نكذب القول إن قلنا لهم لحد ما أحياناً يبدو الإنسان المتصف بالصفتين المذكورتين «مملاً» لأنه يكون نشازاً من بين الكثيرين ويغدو بينهم الأكثر نفوراً «عبده» ابن الموظف المثالي، نشأ مهذباً إدارياً يحب العمل ويحترم رؤساءه بصورة عالية.. حتى إلقاء التحية يؤديها بطقوس حميمية ومهذبة تصاحبها إنحناءة صغيرة دليلاً على السمع والطاعة فيما أحب وكره.. بالمقابل فإنه كان محلاً لسخرية زملائه في الأوقات، ربما لأنهم كانوا أكثر إدراكاً منه لحقيقة هؤلاء الرؤساء الذين لا يستحقون كل هذا الإحترام والتهذيب.. ذات مرة أوكل «لعبده» إنجاز مهمة ذات ميزانية عالية تم فيها إعطاؤه مالاً وفيراً فقام بإنجاز المهمة على وجه الكمال ولما أراد أن يعيد ما تبقى من مبالغ تلك الميزانية.. زجره رئيسه وقال له «ليه ترجعها.. شوف ليك بند مناسب دخلها فيهو ونتقاسمها سوا».. أتسعت عينا «عبده» وحدث نفسه «معقول.. المدير المحترم يعمل كدا» وقبل أن يجيب على تساؤله كان المدير قد عد المبلغ وأخذ منه ما يناسبه وترك الباقي لعبده الذي عرف أن هذا الشخص لم يكن يستحق كل ذلك الإحترام ومن يومها أصبح «عبده» نهماً في كل شيء حتى عدم الإحترام.. وصار «عبده» ضمن جملة الذين يسخرون من الإحترام والمثل، لأنه عرف متأخرا جداً أن معظم هؤلاء كاذبون ومتملقون ولا يهمهم إلا مصلحتهم الشخصية وسلامات يا إحترام. آخر الكلام: الإيمان بالصحيح وأنه لا يصح إلا الصحيح بات هذا الإيمان في موقع الإمتحان الدائم.. فالقابض عليه كالقابض على الجمر.. ورغم كل شيء لابد من سيادة القيم والإحترام بين الكل حتى تستقيم الحياة.
سياج – آخر لحظة -العدد 821 [/ALIGN]