التكافل والماهية
الأخت العزيزة دكتورة فدوى أرجو أن تجد هذه السطور مكاناً في عمودك المقروء ولك التحايا.
قيم التكافل الاجتماعي في السودان ما زالت باقية، ولن تفنى طالما أن دافعها هو فطري وطبيعي في الإنسان السوداني، وبحكم هذه الفطرة.. حينما نجد الفرصة ونجلس مع شيوخ الأسرة نسمع عن هذه القيم الكثيرة المفيدة، ربما الآن تغيرت ولم نستطع منها على سبيل المثال تناول الشطة والملح من الجار، وهناك طرفة حدثت عند قصة زوجتين لرجل واحد، الجدار كان يفصل مسكنهما.. وكان الزوج موفقاً في العدل بينهما، فقام ذات يوم باستلام مرتبه الشهري، واحضر لهما هديتين للأولى أسورة من الذهب وللثانية «زوج من الحلق»، بينما أبقى شيئاً من ماهيته لزوم شراء مستلزمات البيتين، أرادت الزوجة الأولى أن توضح لضرتها أن زوجها اشترى لها اسورة ، فمدت رأسها من أعلى الحائط وأشارت لضرتها قائلة «يا عزة صباح الخير عليك الله ما عندك طوة»- ملوحة بيديها- حينها رأت ضرتها الأسورة الذهبية.. اشتعلت نار الغيرة داخل وخارج جسمها.. إلا انها تذكرت أن تلوح لجارتها برأسها لترى هي الأخرى زوج الحلق المعلق على أذنيها، وقالت «بري يا اختي ما عندي طوة..».. ومسلسل التباري بينهما لم ولن يتوقف عند هذا المشهد.. سقنا هذه الحكاية محاولة لعكس الجهود ومحاولات الأزواج إذا ما ابتلوا بزوجتين أو أكثر في توزيع الهدايا والالتزامات.. لكن من المحال أن ترضى عنك الزوجات واليهود والنصارى، إلا أن تتبع ملتهم.. دون أن ترفع رأسك، وما هو داخل جيبك ليس لك ولن تهنأ به أبداً.. ونوصي بالاكتفاء بالاحتفاظ بواحدة،، وأن تحاول أن توزع الماهية وفق سياساتها، وبحق هي جديرة ومدبرة في كثير من الأحيان.. أنت ما عندك حاجة غير نثريات قليلة وقروش المواصلات، ليبدأ مشوار القصة التي لن تتوقف فيها أبداً، حتى ولو كان اسمك موفق في توزيع الماهية بصورة ترضي بها الآخرين قبل نفسك.. بتاع الدكان داير بتاع اللبن.. اللحمة.. زوغة مافي طريقة.. سفر ما في طريقة قبل السداد.. وكل ما تشوفك المدام تفكر.. يجن جنونها وتقول ليك مالك يا راجل، إلا أنها موقنة تماماً انك تفكر في الهرب.. لا حول لها ولا قوة إلا أن يمتليء البيت أطفال لغاية ما رأسك يشطب، وتلقى نفسك يوم من الأيام تكون أكثر زهداً واكثر ورعاً، وترتفع عندك قيم التكافل والإيمان.
يتساءل أصدقاؤك.. والله الراجل من ما عرس وولد أطفال إيمانو زاد..
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه..
حالي يحيى
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]