فدوى موسى

عودة الجنوب!

[JUSTIFY]
عودة الجنوب!

بعد أن قتلت قوالب الصحافة شأن البلاد بحثاً وتحليلاً، يظل هناك وعي تشير إليه هذه القوالب داخل نفوس الناس العاديين.. فالروح التي تنتهي إليها كل مجهودات تشكيل الرأي العام تنعكس بمدى فهم مضامين ما وصل إلى هؤلاء كمستهدفين بتغيير رؤى محددة، أو تحوير أفكار معينة، ويظل أمر تحديد علاقة السودان مع دولة جنوب السودان المتبرعمة منه شاغلاً وهاجساً، لا تتمنى قوى الرأي العام التخطيط لذلك.. وربما احتفظ العامة برأي يختلف ويتفق في بعض جوانبه مع آراء قادة الرأي في السودان، وإن سادت بعض المفاهيم العامة التي تؤطر للاختلافات الجوهرية بين إنسان الشمال، وإنسان الجنوب أضف، إلى ذلك حصاد ما زرع السياسيون في البلدين… والوعي الذي يفرض نفسه هو الواقع المجرد، وما زال هناك بعض من كلام لم يقله الكثيرون من أبناء السودان، وأبناء عامة جنوب السودان.. ورغم تحقيق البلوغ للانفصال، يظل بعض الأمل أن تتوحد البلاد في ذات الخريطة القديمة، إن كان هناك من تتعلق همته بثريا السودان، ذلك الذي أكبر شطر أفريقي، وحتى لا نبتعد كثيراً عن واقعنا وتبدو أحلامنا ملفوفة بالسذاجة، ورؤى الغافل، فإن التخطيط لذلك لابد أن يكون استراتيجياً على المستوى الشعبي، لأن الساسة سدروا في عداواتهم، حتى أصبح ما يجمعهم على عدم الثقة واضمار خلاف الابطان، أكبر مما يتراءى في الشكليات العامة ومراسم الاستقبال والوداع.. ولا يكون الدافع لذلك هذا الذهب الأسود، الذي أحال ملف البلدين إلى حالك اللون.. ومثل هذه الأفكار لا تروق للكثيرين الذين تتغذى حشاشاتهم بمرارة جمة تجاه الشطر الذاهب إلى احضان دول أخرى، وكيانات عملت على الانفراد بهذا الجزء الغالي من أرض أفريقيا، لتأخذ بعدها وعمقها الاستراتيجي في سمارة السحنة الإنسانية وسوادها.. فهل لنا من سبيل كغمار من العامة أن نعمل باستدامة هادفة واستراتيجية ضاغطة، نتجاوز فيها روح الساسة والذي يسوس إلى لم ورتق الشطرين… لا أظن ذلك غير ممكن، رغم صعوبته وقساوته.. فما يجمع أكثر مما يفرق، ولتعد لنا جوبا رائعة، ولتكن الخرطوم قبلة السحنة الزنجية هناك…

آخر الكلام:-

أهي خيالات ما بين اليقظة والأحلام، أما أن الحنين إلى خريطة البلاد القديمة، يذهب النظر بعين الواقع الحالي، ويذهب بنا إلى ما وراء المستحيل والحلم الجميل… رغم كل شيء لا أحد يجد حرية الأحلام، وإن لم تتجاوز مكان الرقاد وحوى المضاجع..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]