فدوى موسى

الطفل الكبير


الطفل الكبير
[JUSTIFY] ما زاد احتشاد دواخلي نحوك إلا بأس الهوى العفيف، وطرائقي تبعثني اليك ضراعة، وتنزع دثار التخفي عن حقائقك العصية على التصديق، وتقولها دون تردد (انك وجدت البديل) ياللهول والهوى.. أتجرؤ على ذلك وأنت تنتقل بين الشرايين وأوردة الإنسان داخلي… ما بال الذي اختطف منك ذلك الفؤاد.. ما وجدت عنده حتى تركع مستذلاً دون تفكير.. عذراً حبيبي.. فاليوم انا مضطرة أن اضعك عن مدخل الوداع كي اريحك من البحث عن ذرائع الاعتذار والاعتدال، وكأنك طفل غير مرغوب في حمله على اكتاف وكنف الرعاية، فمن أين أخذت شرعيتك إلا من ظلامات الأسى وقهر الواقع المرير.. إذهب غير مأسوف عليك… فلم أعد احفل بأن التقيك هوناً ويسرا، فأنت مزيج رحم الحب عند الحوائط المغلقة والمظلمة.. اذهب اليها لعلها تكون ذلك الحبل السري الذي يغذيك دائماً عندما تعود إلى ما وراء النضج إلى مرحلة التخلق الأولى من جديد.. لا تكترث لي ولا تحمل هماً وقع عليّ.. علمتني الأيام أن تتطوف في بقاع القهر وكبت النفس، وضيق المتسع وأحصد الأشواك التي تدمي الأقدام وتقرح البواطن.. فما لا يقتلني يزكيني ويقويني جداً.. ورغم كل ذلك تراني اتحرق شوقاً وحنيناً لأيام جميلة، طوت في لبها علواً وانخفاضاً، موجة الاتراع والأشواق، وأنا أرنو فيها اليك من أطراف مواقع مختلفة، فمرة أنت فيها ذلك الفارس الذي جاء من زمن الفوارس والبطولات، ومرة انت ذلك الحنين الذي به تتداوى الجروح وتطيب النفوس، ومرة ذلك الحلم الجميل الذي يدغدغ الوسادة، ويحلي من مرارة العلقم.. ولأنك كل تلك الصور.. الآن أودعك والحسرة تسكن دار الحشا.. وعندما اذكر ضعفي ووهني ابكيك انك بعت الغالي بالرخيص.. والذي هو أعلى بالأدنى وانتظر حصاد تجارتك الخاسرة.. وأعود أطل على تلك الشجرة الخضراء، كيف استعادت الاخضرار من بين الجفاف… لاهمسك القول والجهر أنني اكتشف مرضي العضال وعرفت اليوم التشخيص والعلاج.. أبشر فقد افترقنا فراق الطريفي لجمله».

آخرالكلام:-

اذهب متجولة في نواحي الإنسانية واتركك «فولة» تكيلها تلك «الكيالة» ولا مجال للعودة إلى حيث بدأنا…
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]