فدوى موسى

خريطة شكر


خريطة شكر
[JUSTIFY] بقدر ما تعودت عيوننا على النقاط السوالب دون اعطاء الايجابية حقها بقدر ما اصبحنا الاقرب للوم والنقد والانتقاد لكل كبيرة وصغيرة تخالط حراك ما حولنا.. ولكن بعض الاشراقات تفرض علي العين ازكاء المدح والشكر لمن يستحقونه لابناء هذا البلد بدءاً من الذين يفدونه بالغالي والنفيس حراسة في الثغور وحملاً لزناد الحمى وامتداداً للذين يسهرون على صحة هذا الانسان المجهد وغيرهم ممن يرفدون الوطن بدم العزم ورفع الروح والوعي في الحقول والمزارع والمكاتب ومواقع الانتاج والتعليم.. و.. و.. وصلتني وريقة صغيرة من الاستاذة الفاضلة «ست البنات الصديق» تثني فيها على درجة من درجات الاهتمام بالقيام بالمهمة والوظيفة بحقها في موقع من مواقع الشفاء والعلاج قائلة فيها «لساني يلهج بالشكر لطاقم مركز شوامل الطبي الخيري بالفردوس للعناية التي غمروني بها.. كأنهم خلية نحل من موظفي الاستقبال الى الاطباء والعاملين بالمعمل والصيدلية والممرضات وكل العاملين والعاملات وموظفي التأمين».. نتمنى ان تكون درجات الرضا من قبل المواطنين لبعض الخدمات مدعاة لامتداد قيام كل الجهات لمهامها وواجباتها..

اما الرسالة الاخرى فقد وجدتها تمتدح شكلاً من اشكال الجغرافيا الانسانية لخريطة السودان القديمة ارسلها رائد «م» حسن محمد حسن يحن فيها الى جغرافيتنا المفقودة تحت عنوان «الخرطة»:

يا حليل خرطتنا السمحة

الفيها معالم زول سوداني

فيها جبينو الدايماً شامخ

فيها معالم نيلنا الجاري

يشر شريانو لكل الخرطة

يسقي الكل والكل سوداني

وفي الخرطوم هداك حدانا

تلقى الابيض يلاقي الازرق

تلقى الابيض يصارع الازرق

مرة الابيض يصد الازرق

ومرة الازرق يصد الابيض

وتلقى الموج يصارع الموج

داخل مجراه يعانق بعضو

والقصيدة طويلة لانفاس حنينة لزمن ولى من زمان هذه البلاد.. رغم مرارة الاحساسات تجاه الخرطة الجديدة الا ان بعض من امل يتنفسه الكثيرون في انصلاح الحال وبلوغ بعض من احلام السلام والاستقرار فملامحنا السودانية اكتسبناها من جغرافية عريضة يتلاقى فيها الابيض والازرق دون ان تصبح الامواج رمادية او اي لون اخر.. وجذور كل منبع لهما تتعمق في اعماق الاخر:

تلقى الموج يعانق الموج

عشان اتحدوا الطين الواحل

عشان يتهد الصخر الفاصل

ولامن يشرب زول سوداني

تكون ممزوجة بياضة بالزرقة

عشان تطفي الم الحرقة

وعشان تنسينا الم الفرقة

ويمكن نرجع تاني مهما تطول المدة.

اخر الكلام..

شكراً لهذا التراب الذي منه نستلهم بعض من انسانيتنا.. وكل من عزتنا الاصيلة.. ادام الله الامل والود بينا.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ومن لا يشكر الارض لا يعرف العبادة لانها نماء الروح.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]