[JUSTIFY]مثلها مثل بيوت الأفراح أو أي من المناسبات الاجتماعية التي تضم أشتاتاً وأنواعاً من البشر ربما لا يلتقون طوال عام كامل.. تشكل بيوت العزاء أو تسمية بيت البكاء إذ أن من يجلس في منزل عزاء يلاحظ بالتأكيد أن حكاية البكاء دي تنقطع بعد ساعات من دفن المرحوم.. اللهم إلا من أهله المكتوين بنار الفراق، ويتفرغ بقية المعزين للونسات الجانبية، وضحكات مكتومة، وبعضها ينفلت نحو الفضاء الرحب.. تشكل هذه المناسبات برلماناً شعبياً حقيقياً لأنه يضم إختلافات ثقافية وعمرية، وحتى أيدلوجية وطوال الأيام الثلاثة الماضيات، وأنا في منزل عزاء خالتي بالحاج يوسف ظللت أراقب لهذا البرلمان النسائي النادر الحدوث وأسرتنا الممتدة من الشمالية لأقاصي السودان بمدنه وولاياته، زائداً معارفنا وأصدقائنا يجتمعون في منزل واحد، وكانت أحداث الاحتجاجات مازالت ساخنة ومولعة نار وعلى غير عادتي آثرت أن أكون في موقف المستمع والمراقب والمتابع، والظروف تتيح لي فرصة وجود عينة من المجتمع السوداني من خلاله، ربما استطيع أن أقرأ اتجاهات الرأي نحو ما يجري في بلادنا من تداعيات سياسية واقتصادية، ولعل أكثر ما لفت نظري أن جيل المخضرمات من النساء يمتلكن حصافة سياسية مدهشة، ويحللن الأوضاع بدرجة محللات سياسيات من الطراز الفريد، وبدون ذكر أسماء تأدباً مني وحفظاً لجهلهن الأدبي، لأني لم أستأذنهن في كتابة هذه الزاوية قالت إحدى خالاتنا إن الأحداث الأخيرة كشفت لناس الإنقاذ ديل فشل مؤسسات كبيرة صرفوا عليها صرف من لا يخشى الفقر، زي اتحادات الشباب والمرأة في التغلغل في أوساط هذه الشرائح المهمة، والتغلغل لا يتم فقط برفع الشعارات البراقة ورفع التمام في الاحتفالات بلافتات لو أنك شاهدتها لظننت أن كل الشعب السوداني مؤتمر وطني، ولكن التغلغل بعمل حقيقي نحو قضايا الشباب من بطالة واستلاب ثقافي جنح ببعضهم نحو المخدرات والإدمان، وحتى اتحاد المرأة هو بعيد عن المرأة السودانية العاملة الشقيانة وبعيد عن المرأة السودانية الأم بمشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، وقالت أخرى هي معلمة أجيال وبلغة المعلمين: إن حكومة المؤتمر الوطني ممكن تأخد درجة نجاح مش بالضرورة (الفل مارك) لو أنها عمدت إلى إصلاح حقيقي، يبدأ من أن تعيد النظر في الثقة المفرطة الممنوحة لوزير المالية، الذي غرقت سياسة المواطن في عرق المعاناة والتعب.. وقالت المعلمة إنها في كل الأحوال ضد أن توضع البلد في يد الأحزاب، لأن التجارب السابقة أكدت أنهم لو أرادوا أن يعملوا شارع زلط حيختلفوا عليه عشر سنوات.. الغريبة أن كثيراً من الشابات إتفقن على أن مشكلة بلدنا هي الفساد، وأنه فساد بعلم الحكومة وإذا كانت هذه الحكومة حريصة على حفظ ماء وجهها أمام التاريخ أن تجتث دابر الفساد وتعيد للخزينة أموالها المهدورة.في كل الأحوال أهدي نصيحة للمسكين بملف هذا البلد أن البرلمان الحقيقي في هذه المناسبات والناس تتحدث على سجيتها وهي لا تنتظر مالاً ولا خيلاً وتقول للأعور أنت أعور في عينه.
كلمة عزيزة:
أكثر ما لفت نظري وما أكذب عليكم أدخل الغبطة إلى نفسي تجاهل الشارع السوداني لظهور مالك عقار على قناة الـ اسكاي نيوز، وهو يطرح عرضاً بأنه سيدخل الخرطوم مسالماً حال سقطت حكومة البشير، وهذا التجاهل معناه واحد أنه عرض مرفوض!.
كلمة أعز:ببركة العشرة الأوائل من ذي الحجة ندعو الله أن يبعد عنا شرور الفتن والمحن ويؤلف بين قلوب أبناء الوطن الواحد، والسلطة فتنة والثروة فتنة، والمؤمن من نجا من فتنتها.
[/JUSTIFY]
أم وضاح
صحيفة آخر لحظة