فـي مواساة تزغارت
[JUSTIFY]
أمامي عدد مجلة «المجلة» رقم ١٠٥٤ للفترة من ٢٣ إلى ٢٩ إبريل من عام ٢٠٠٠، وأحتفظ به وبغيره من أعداد «المجلة» لأنني كنت أكتب فيها عمودا أسبوعيا على مدى نحو خمس سنوات.. المهم أن موضوع غلاف هذا العدد مقابلة «عجيبة» أجراها الصحفي عثمان تزغارت، مع الفيلسوف الكبير عبدالرحمن بدوي، ووجه الغرابة والتفرد هو أن تلك المقابلة كانت فاشلة، لأن بدوي رفض الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه، ثم تفضل وصاغ أسئلة من عنده وجهها إلى نفسه ثم رفض الإجابة عنها، ومع هذا فقد كانت المادة التي نشرها تزغارت الذي أجرى المقابلة من أمتع ما قرأت في المجلة، بل من أنجح الأعمال الصحفية لتزغارت، كيف؟ صحيح أنه فشل في طرح الأسئلة التي أعدها بعد طول تحضير واستذكار لكنه نجح في رسم صورة قلمية للأستاذ بدوي بتسجيله الأمين لمجريات الحوار، بما في ذلك الكم الهائل من السباب الذي تعرض له، وأرجو ان يسمح لي تزغارت (هذه عبارة بلهاء لا معنى لها لأنني بصدد قول ما أريد أن أقوله سواء سمح لي بذلك أم لا)، أن أقوم بإعادة إخراج جانب من هذا الحوار وخلفياته: في سيرته الذاتية وصف بدوي جمال عبد الناصر بأنه أحمق وطائش، ووزير الخارجية المصري الأسبق أبو الدبلوماسية المصرية محمود فوزي بأنه جهول معتوه.. وطه حسين.. عميل للبوليس، وكان نصيب الآخرين الاتهام بالخبث والدجل والحقارة والانتماء إلى الكلاب والحشرات، ثم جاء الدور على عثمان تزغارت الذي ناضل واستبسل كي يلتقي الرجل ليحاوره، وطرح سؤالا بديهيا: لماذا تجاهلك المثقفون المصريون وبخاصة اليساريون طويلا؟ فجاءه الرد: أنت (تزغارت) جاهل، افرنقع عني.. معليش يا استاذ.. هل صحيح انك منعت من دخول دولة الإمارات لاتهامك بالزندقة؟.. هذه أكاذيب.. من أين تأتي بهذه الحقارات؟ انني لم أر في حياتي احقر منكما (تزغارت ووسيط مثقف مهد للقاء).. مثل هذه الأكاذيب ليست رائجة إلا في أوساط الحقيرين مثلك (لا تبتئس يا عثمان تزغارت فإذا صحت نبوءة الزعيم معمر القذافي فستصبح للحقراء دولة.. هنا إشارة الى رواية كتبها القذافي بعنوان «عاشت دولة الحقراء» لم يقرأها سوى ابنته عائشة). الله يسامحك يا بيه ولكن قل لي ما هي ملابسات اعتقالك في ليبيا؟ الاجابة: ما هذه السفالات.. واضح إنك تربيت في وسط سافل.. وإنك لا تعيش إلا وسط السفالات.. بره.. مش عاوز اشوف خلقتك تاني ابدا.وهكذا تبهدل اخونا تزغارت وانبسطت الجماعة في المجلة، ولو كنت محله لطالبت المجلة بوثيقة تأمين ضد البهدلة، ولبعت لهم كل سطر من تلك المقابلة بواقع جنيهين ونصف الجنيه الإسترليني، وبما أنني قلبت عليه المواجع وذكرته بأتعس محطات حياته الصحفية (وبالمناسبة فقد سبق للزميل تزغارت أن تعرض لتهديد بالقتل من قبل المطرب البربري الراحل لوناس الذي وضع مسدسا على فتحة الأذن اليسرى لتزغارت أثناء حوار معه، عندما ضاق المطرب بأسئلته).. وبصفة عامة يضايقني جدا ترديد بعض الصحفيين العرب لـ«لازمة» إن الصحافة مهنة المتاعب، بينما هم يتقنون فن المشي على العجين من دون ان يلخبطوه، ولو جاز لصحفي عربي ان يزعم أن المهنة جلبت عليه متاعب فهو تزغارت، الذي كان يمني نفسه بحوار مع مفكر وفيلسوف معروف، فاستخدم معه المفكر الجزء الأول من صفته «مفكر»، أي الـ«مفك»، وأشبعه طعنا وشتما.
[/JUSTIFY]جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
مهنة الصحافة من المهن النبيلة بشرط أن تكون أهدافها قيًمة و ذات مردود معرفي حقيقي !!؟ أما (الهرطقة) التي يمارسها بعض الصحافيين والتي يخجل الجاهل فضلا” عن العاقل في متابعتها !!؟؟ منها ما قرأته قبل فترة عن أحد الصحافيين الفضائحيين وهو سؤال وجهه لأحد الإستعراضيات من ذوات (الهشك بشك) عن مقاس حذاءها أكرم الله السامعين !!؟ ألهذه الدرجة وصلت بنا الأمور ؟ لك التحية أستاذي العزيز وشكرا” .
الغلطة غلطة تزغارت الذي لا يُحسن اختيار محاوره ، فهو من جلب الإهانة لنفسه ، وكان بإمكانه أن يجعل من مهنته مصدر متعة وسعادة وفرفشة
واثبات ذات مثلما يفعل ناس كدا انتو عارفنهم كويس ، أليس كذلك ؟