فدوى موسى

عندما تتحدث القبيلة


عندما تتحدث القبيلة
[JUSTIFY] الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد في أصقاعها المختلفة، تخلق بعضاً من المظاهر التي تعجز عن تصنيفها من أي باب هي، أهو باب الانفلات أم باب أخذ الحق باليد. استوقفني أمر أحداث منطقة قبيلة (كيقا) بجنوب كردفان بعد تعرض نفر من أبناء القبيلة لهجوم وهم عائدون إلى قريتهم وراح معظمهم ضحية لذلك الهجوم إلا واحد والذي وصل إلى المنطقة حاملاً تفاصيل القصة بالأسماء سواء من قبل المغدورين الذاهبين ضحايا أو المنفذين لهذا الجرم الشنيع، وإنه قام بإبلاغ السلطات بالحادث إلا أن السلطات تحركت في اليوم التالي حيث وجدوا جثامين الضحايا قد ووري بعضها الثرى دون الإجراءات اللازمة، أما بقية الجثامين وصلت أخبار عن وجودها في مكان ما، تم منع الأهالي من البحث عنها ولم تتحرك السلطات لذلك البحث وقامت القبيلة بعمل بيان صحفي حول الحادث يؤكدون فيه احترامهم للقانون وهم حسب الشهادة يعرفون الجناة ولم يخرجوا حتى الآن عن إطار القانون ولكنهم يتساءلون لماذا لم يتم حتى الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة مع هؤلاء الجناة، مؤكدين أنهم كقبيلة يحتفظون بحقهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على حقوقهم مع تحميلهم للمسؤولين أصحاب الاختصاص ما يمكن أن يترتب على عدم القبض على الجناة.

عزيزي القاريء مثل هذه الحوادث تكون دلالاتها كبيرة إن لم تتخذ فيها الإجراءات بالسرعة المطلوبة خاصة أن هناك دماء لأبرياء ذهبت هدراً، وأن روح النهب والسلب بدأت تتداخل في تلك المواقع في ظل الاضطرابات الأمنية.

إن مثل هذه الحوادث تحرك روح القبيلة التي مهما اعتصم أبناؤها بالقانون، فإن عواطف المحراب والانضواء تحت لوائها يحتم (تبريد البطن أو أخذ الثأر)، الشيء الذي ربما خلق نوعاً آخر من الخروج على قواعد القانون والنظام الذي تدار به البلاد في جزيئياتها وكلياتها، ومهما حاول البعض التقليل من دلائل الأمر، تبقى مستبطنة بعض انعكاسات الواقع الجنوب كردفاني ما بين حراك الاحتراب والكيد السياسي، إذن بلا شك تقع آثار ذلك جميعاً على إنسان المنطقة، وكم هو محزن أن تضطر الأدبيات الخاصة بإعلاء روح الجماعات والقبائل ارتفاعاً على روح القانون والنظام بهذا التوجه، وبالتأكيد أن أي خلل أو فراغ تتركه الدولة هناك سيقوم من يعنى ببعض جوانبه بملئه بالصور التي لا تعرف تداعي سلاسل الأحداث بعدها، وإننا لشديدو الحزن أن تصل الأحوال هناك إلى الحد الذي يرد للحقيقة والوقائع أن يقوم المواطن (كقبيلة أو كمجموعة) بأخذ حقه بذراعه أو سكينه أو حربته كأننا عدنا إلى الزمن السحيق الذي يغزو الناس بعضهم البعض من أجل البقاء، ولابد أن نحث السلطات في تلك المواقع لأن مهامها عظيمة من أي موقع آخر داخل هذا البلد المبتلى، فليهبوا لنجدة الحق ونصرة المظاليم حتى لا تتراكم الغبائن.

آخر الكلام:

في عصر التكنلوجيا والحرب بكلمة السر و(الكود)، ما زلنا نضطر في بعض المواقع للعودة للسلاح الأبيض والفكر الأسود، أما آن التنبه لذلك؟..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]