رأي ومقالات
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
وحقيقة دُهشت لما وجدت من رغبة وحرص أولئك النسوة في التعليم والتعلم فهن يتعلمنَّ ويُعلمنَّ… ففي بعض الأحيان تتلعثم في كلمة أو تلتبس عليك جزء من آية في القرآن فتجدهنَّ يتسارعنّ في تلقينك لها وذلك إن دلّ إنما يدل على رسوخ ما تعلمنه خلال ما يقارب العشرين عاماً؛ ومن خلال هذه الصحيفة أشيد بجهود الشيخ عبدالحافظ وكذلك زوجته الشيخة شادية، ويقولون “وراء كل رجل عظيم إمرأة” فذلك العمل العظيم الذي يقوم به هذا الرجل (عبدالحافظ) كانت من وراء هذا العمل تلك المرأة (شادية)، أسأل الله أن يتقبل منهما ومن الجميع؛ والحق يقال أن الشيخ عبدالحافظ لا يقل مكانة ممن أثروا ساحات العلم أمثال الشيخ (عبدالعزيز عبدالله شروني) الذي أسس مجمع شروني بمنطقة الخرطوم 3 في العام 1974م، والشيخ بابكر بدري رائد حركة تعليم البنات في السودان ومؤسس جامعة الأحفاد، وكذلك آل البرير مؤسسي جامعة التقانة وغيرهم من الذين وضعوا بذرة العلم وسقوها رويداً رويداً ورعوها حتى أصبحت شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها.
وتحكي لنا إحدى النسوة الدارسات: أنهن كن لا يعرفن من الدين إلا القليل، وكن يجهلن كثيراً من الأمور الفقهية، بل يشاركن “جهلاً” في أنشطة تُعد من المحرمات، حتى سخّر الله لهم هذا الرجل وأصبح يُدرسهن ويعلمهن ويجلب لهن المشايخ وأهل العلم حتى أصبحن من المتعلمات والمتفقهات بل أحياناً يغلبن رجالهن في الأمور الفقهية، وأعرف عدد منهن كانت هداية رجالهن على أيديهن. والجدير بالذكر أن الشيخ محمد سيِّد حاج – رحمه الله – كان أحد المشايخ المشاركين في تعليم هؤلاء النسوة.
وفي ختام هذا المقام الموجز لا يسعنا إلا أن نشكر الشيخ عبدالحافظ لما قام به وما يقوم به من جهد وندعوا العلماء أن يحذوا حذوه وأن تقام دروس النساء في كل مدينة وكل قرية وكل حي وكل بيت، فالنساء هن أحرص على العلم من الرجال، وكما قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
والله الموفق…
أحمد أبوعائشة
[email]ahmed1922@hotmail.com[/email]