حوارات ولقاءات
الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “إبراهيم الميرغني” : الشباب يريد دولة مدنية تحقق رفاهية الإنسان و السودانيون لم يكونوا يدركون هويتهم الشخصية
(المجهر) التقته في حوار (عميق) قدم من خلاله رؤية مختلفة غير مرئية لحزب يوصف بـ(التقليدي).. فإلى مضابط الحوار. البعض يصف الحالة الراهنة بأنها حالة “توهان” هل هذا التوصيف دقيق؟ -الناس يستهلكون وقتهم في تفسير الواقع، وهنالك غالبية عظمى تحاول إيجاد تفسير للمآلات التي سينقاد لها السودان، الآن توجد حالة من التوهان ، وللأسف حالة التوهان هذه لا يعيشها المواطن العادي البسيط، بل أعتقد حتى القيادات الكبيرة في الدولة والأحزاب السياسية والتنظيمات هي الآن منساقة وراء الأحداث، وتحاول بناء موقف على حسب الأحداث التي تجري الآن في الساحة. هل ينسحب هذا الأمر على الجميع بما فيهم الشباب ؟ -البعض لديه ملامح عن الذي يفترض أن يعمل، وهذه أفضل الحالات، ولكن أعتقد أنه توجد خالة غياب كامل لرؤية واضحة لمستقبل السودان، وحتى الشباب هم يعرفون ما يريدون، دور أكبر في الحياة ، وأن يتوفر لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ولكنهم أنفسهم ليس لديهم الإدراك الحقيقي لمتطلبات كيف يتحقق هذا الأمر، أو كيف تتحول مطالبهم الذاتية والشخصية لتتحقق في إطار دولة، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من مطالب الشباب، وأنا أحد هؤلاء، فيها قدر من الأنانية، لأنه لا أحد استطاع نقل هذه المطالب إلى أنه في حال لم يحدث تغيير شامل، وتحول شامل لن تستطيع تحقيق طموحاتك الشخصية، ولذلك ترى الكثير من الشباب هاجر إلى الخارج، هذا ليس انتقاصاً لمن أراد البحث عن حياة كريمة، ولكن لبناء الشخصية متطلبات بسيطة إن لم تتحقق في بلدك ستبحث عنها في أي مكان في العالم. كيف يتحقق مستقبل الشباب الذي يحلم بوطن يسع الجميع ومزدهر ؟ -نحن كشباب نريد دولة مدنية تحقق رفاهية الإنسان، لأن الغاية الأسمى من الاجتماع السياسي للإنسان هو تحقيق الرفاهية، وهذا ما قاد إلى تشكيل دول، وأي حكومة لها دور بسيط جداً يتمثل في إدارة عملية التعايش بين البشر والوصول إلى الرفاهية بقدر المواد المتاحة، وتحقيق العدالة في توزيع السلطة والثروة والفرص، والأخيرة أهمها لأن عدم توزيع الفرص بصورة عادلة يخلق حالة من الغبن، والإنسان “المغبون” يكون لديه استعداد لتحصل له حالة استقطاب، وهذه من الممكن أن يقود إلى درجات عالية من العنف، نسأل الله تعالى أن يحمينا من أن نصل إليها. هل الدولة السودانية الحالية هي نهاية المطاف ؟ -الدولة السودانية التي رأيناها في العام (1956) لم تأت من فراغ، بل نتجت عبر عملية طويلة، تشكل الدولة السودانية الحالية بدأ بدخول قوات “محمد علي باشا” إلى السودان في العام(1821)، نعم قبلها كانت توجد “دولة سنار”، لكنها لا تمثل الإطار الأوسع للسودان الحديث، وكانت على علاقات شبه “كونفدرالية” مع الأطراف، هذه البلاد تشكلت لغايات مصلحية بحتة، الإنجليز كانوا عارفين أنهم سيخرجون من السودان في نهاية المطاف، بينما اعتبرها “محمد علي باشا” أرض فراغ، شكلها هو كدولة، وبالتالي يتعامل معها كجزء منه، وليست منفصلة عن مصر بل واعتبرها عمقه الإستراتيجي بأكثر من مصر ذاتها.
هل السودانيون لم يكونوا يدركون هويتهم الذاتية في ذلك الوقت؟ -السودانيون لم يكونوا يدركون هويتهم الشخصية، وكانت القبائل حينما تغير على بعضها، كانت تتعامل وكأنها تغير على مواطني دولة أخرى، فيتم القتل والنهب وغيره، ولا توجد دولة، والأتراك فشلوا في التعامل مع الإنسان السوداني الذي ينزع للفردية بصورة كبيرة، وإذا صبر لفترة طويلة إلا أنه حينما يثور فإن ثورته تكون مدمرة، الدولة السودانية التي بناها “محمد علي” تعرضت لمشكلتين كبيرتين، هما غياب التنمية والظلم الشديد، وذلك ما قاد للثورة الأولى، والمرة الثانية بدأت تحصل المشكلة الثانية وهي الاستقطاب الجهوي، والفتح الإنجليزي المصري وجد الواقع السوداني مستعداً للتغيير حتى داخل الدولة المهدية.
أنت تتحدث عن فترة تغيير كبيرة في السودان غاب فيها الوعي الوطني في فترة توقف التنمية في العهد التركي، أليس كذلك ؟ -الظلم الأكبر الذي ظهر في أواخر العهد التركي في السودان، بعد ضعف هذه الدولة في مقابل توقف التنمية، التي- أصلاً- لم تكن هماً للإدارة التركية التي كان همها الأساسي هو جمع المال والرجال، احتاج السودانيون إلى التغيير في تلك الفترة، ولكن الوعي الوطني بالفعل لم يكن موجوداً، ولم يتشكل بعد، ولذا احتاج الواقع إلى التغيير وبشكل مختلف، وهذا الأمر ظهر في “الثورة المهدية”. في “المهدية كان “الدين “محركاً للتغيير، البعض مع إيجابيات تلك الفترة، إلا أنه يعتبرها “دكتاتورية دينية” لم تحقق شيئاً.. هل تتفق مع هذا الرأي؟ -في “المهدية” كان الدين هو المحرك للتغيير نعم، وهذا ما جمع السودانيين، والثورة المهدية كانت تتواءم مع طبيعة تدين المجتمع السوداني البسيطة، فحدث تغيير ضخم جداً في السودان، وهو أول تغيير في الدولة السودانية، ولكن بعد هذا التغيير فإن الشخص الذي قاده اختفى من الساحة، ورجعنا للحالة ما قبل” التركية” ولكن بشيء أسوأ، بنفوذ “ديني”، كان الواقع ما قبل “المهدية” قبلياً، ثم بعد رحيل الإمام “المهدي” أضحت قبلية بغطاء ديني، وهذه الفترة جعلت الناس إلى درجة كبيرة يحنون إلى العهد التركي، وبالتأكيد غابت كل ملامح التنمية، وحدث نوع من أنواع الاستقطاب الجهوي الحاد، وفي هذه المرحلة بالتحديد بدأ بروز الاستقطاب الجهوي في السودان، وتشكل المعني العميق لفكرة “أولاد البحر” و”أولاد الغرب”. ما هي أسباب انهيار الدولة السودانية التي بناها “محمد علي” ؟ -هما مشكلتان كبيرتان، الأولى غياب التنمية والظلم الشديد، وهذه قادت إلى الثورة الأولى، والثانية حدوث المشكلة التي نعاني منها الآن وهي “الاستقطاب الجهوي”. ما هو الأثر الذي تركه ما يطلق عليه الفتح “الإنجليزي المصري” على بنية الدولة السودانية حديثة التكوين؟ -هو فتح إنجليزي لعب فيه المصريون دوراً ثانوياً، وهذا الفتح وجد الواقع السوداني مستعد تماماً للتغيير، وذلك حتى داخل أجهزة الدولة المهدية، وأمكن ملاحظة أن حتى القواد والقيادات العسكرية التي حاربت “كتشنر” حينما دخل السودان لم تكن بكفاءة القوات والقيادات التي كانت إلى جانب الإمام “محمد أحمد المهدي” حينما كان يقوم بثورته الأولى، فجزء كبير من القوات فني في الحرب أو المجاعة، كما فني جزءاً كبيراً من القوات في الاستقطاب العرقي، وبالتالي لم تكن هنالك قدرة على المواجهة، والاستعداد النفسي والذهني لذلك، كما لم يكن هناك إدراك لحجم الخطر القادم ، نتيجة للغطاء الديني.
ما هي النتيجة المترتبة على غياب الرؤية السياسية الثاقبة والإستراتيجية وقتها ؟ -وجدت حالة وقتها لم تستوعب حجم التطورالحادث في القوات الغازية، أو حجم التطورالعسكري الذي حدث في العالم الخارجي في فترة عقد ونصف العقد من الزمان، كان الناس منكفئين على ذاتهم، ويعيشون مشاكله “رزق اليوم باليوم”، لم يكن هنالك إدراك بأن هذا الجيش القادم للسودان لا مقدرة على مجابهته،علماً بأنه كانت توجد فرص دبلوماسية وسياسية كبيرة لتغيير الموقف، ولكن حالة الفشل العام التي تعيشها الدولة في آخر أيامها تحس أن هذا واجب، علماً بأن قوى دولية وإقليمية وقتها قدمت عروضاً لإيجاد حلول دبلوماسية.
كأنك تشير إلى تكرار تجارب السودانيين في ممارستهم الحكم والسياسية؟ -بالنتيجة لقد قاد غياب التنمية والقهر الشديد إلى حدوث الثورة الأولى، وهي “الثورة المهدية”، كما قاد الاستقطاب القبلي ذو الصبغة الدينية إلى حالة الانهيار الكامل للدولة، التي كانت مستعدة له، بالإضافة لغياب التحالفات الدولية، وغياب الرؤية الذاتية للسودانيين لأنفسهم وللواقع من حولهم، وأنا أعتقد وقد لا يعجب كلامي هذا بعض الناس أن أفضل فترة في تاريخ السودان هي الفترة من العام (1889 – 1956). مقاطعة .. لماذا هذه الحقبة بالذات،علما بأنها كما تعلم فترة الاحتلال البريطاني للسودان ؟ -هذه أحسن فترة، وأنا لا أتحدث من الناحية الوطنية والعاطفية، أنا أتحدث هنا عن التنمية ورفاهية الإنسان، فهذه الحقبة كانت خالية تماماً من أية اضطرابات سياسية، ومن العنف والقتل، كما أن تعداد سكان السكان بدأ يزيد فيها وهذه تعني وجود الصحة والتعليم، لقد بدأت تظهر المشاريع الأساسية، وهذه تخلق إطار ومؤسسات للدولة، حيث بدأت تتشكل الدولة بمفهومها الحديث بمنهج براغماتي مصلحي بحت، وحتى الإدارة الإنجليزية في تعاملها مع القبائل فعلت ذلك، وهذا هو المطلوب بالضبط، فهم تعاملوا مع الأمر الواقع ، لم يعطوه أكبر من قيمته، كما أنهم لم يهدموه، تعاملوا مع السيدين “علي الميرغني” و”عبد الرحمن المهدي” بالأمر الواقع، حفظوا لهما مكانتهما، ولكن في الوقت ذاته كانوا يحفظون التوازن ما بينهما وما بين”القوى الحديثة” الموجودة في الساحة. الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “إبراهيم الميرغني” : الاستقطاب الإسلامي قاد إلى حادثة طرد (الحزب الشيوعي) من البرلمان (1)
صحيفة المجهر السياسي
ت.ت[/JUSTIFY]
لماذا لم يذكر شيئا عن تاريخ اسره ال الميرغني منذ دخول جده الثاني ضابطا مع قوات الغزو الانجليزي المصري!! وجده الثالث الكبير الذي كان جاسوسا للسلطات التركيه ال عثمان؟ نريد ان نعرف تفاصيل اكثر؟ زول قرفان من الطائفيه
الدولة المدنية دي اسم الدلع للدولة العلمانية فالعلمانيون حتي لاينفر الناس منهم اتو بكلمة المدنية بدل العلمانية علي الناس ان لاتنخدع بكلمة الدولة المدنية فهي مقصود بها الدولة العلمانية اي الدولة التي لاتعترف باي دين ويباح فيها كل شي =الخمر =الزنا =اللواط =الخ
ما بقيتو تلاته