تحقيقات وتقارير

خبراء: القاعدة بإفريقيا تراجعت لكنها لا تزال “مؤذية”

في الوقت الذي أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما تحذيراته بمواصلة ملاحقة الإرهابيين في إفريقيا، من دون الدخول في حرب، تواصل أيضاً الجماعات المسلحة في شرق وغرب القارة أنشطتها من خلال شن هجمات مباغتة.

باحثون أمنيون رأوا أنه على الرغم من النشاط الدولي لكبح جماح تلك الجماعات وإضعافها، إلا أنها لا تزال قادرة على مواصلة الأذى.

ويبدو أن المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في إفريقيا، لا تزال قادرة على إلحاق الأذى من خلال مواصلتها شن هجمات دامية في شرق وغرب القارة، رغم تحجيم قوتها بسبب العمليات العسكرية الدولية.

هذه الجماعات المتطرفة، بحسب باحثين، انتقلت في إفريقيا إلى حرب عصابات لعجزها عن مواجهة قوة الاتحاد الإفريقي عسكرياً، وهو بالنسبة لتلك الجماعات بمثابة تكيّف مع الوضع الحالي لاستعادة قواها وترتيب صفوفها من جديد.

باحثون أمنيون، اعتبروا أن الوسائل المتواضعة في يد الجماعات كافية لزرع الفوضى، علاوة على ضعف الدول التي تقف في خط المواجهة الأول، كما حدث في الهجوم على مركز تجاري في نيروبي من قبل عناصر من حركة الشباب الإسلامية الصومالية الشهر الماضي، بالتزامن مع تنفيذ جماعتين مسلحتين شمال مالي لسلسلة عمليات انتحارية.

رسائلُ تريد الجماعات المتشددة في إفريقيا إيصالها من خلال هجماتها، وهي أنها ما زالت تعمل على الأرض، وذلك بحسب باحثين في الأزمات الدولية الذين لا يعتقدون بوجود تنسيق بين تشكيلات الجماعات المسلحة.

ففي شرق إفريقيا مثلا تبدو الحكومة الصومالية عاجزة عن بسط سلطتها خارج مقديشو، في ظل استمرار سيطرة حركة الشباب على مناطق ريفية واسعة جنوب الصومال

أما في غرب القارة، فلم يتم حتى الآن استئصال جماعات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، رغم التدخل العسكري الفرنسي الإفريقي.

وفي الوقت الذي أرسلت فيه واشنطن تحذيراتها الأخيرة بمواصلة ملاحقة من سماهم الرئيس الأميركي الإرهابيين في إفريقيا، دون الدخول في حرب، إلا أن نشاط هذه الجماعات بقي في نمو، ما يشكل مصدر تهديد حقيقي في القارة السمراء.

العربية نت