جعفر عباس

هاتوا ما عندكم وسافروا بالسلامة

هاتوا ما عندكم وسافروا بالسلامة
[JUSTIFY] هناك كوكب ضخم يتقدم صوب الكرة الارضية بسرعة ١٧٠٠٠ ميل في الساعة.. وإذا ارتطم بالارض فمعنى ذلك: باي باي عرب.. باي باي لندن، لأنه من المقدر أن يقضي الارتطام على نحو المليار ونصف المليار نسمة كما سينجم عنه هيجان البحار فتختفي جزر بأكملها.. وبما أن العرب يعيشون في مناطق قوم عاد ولوط وثمود فليس من المستبعد أن يكونوا أول الهالكين.. وأن لندن بالذات ستروح وتريح ونستريح لأن نهر التيمس الذي يحتضنها يقيم علاقات مريبة مع القنال الانجليزي، وليس من المستبعد أن تكتسح الفيضانات على نحو خاص المستوطنات العربية في لندن: بيزوتر وامتدادات شارع ادجوير.. وأسأل الله أن يلطف بإخوتي السودانيين الذين لم يجدوا في لندن موقعا يحتلونه سوى شبردس بوش وسوقه الكئيب، لعله يذكرهم بسوق «سعد قشرة»، ويحمل هذا السوق اسم تاجر يمني قضى معظم سني عمره في مدينة الخرطوم بحري تاجرا للخردوات، وهي كلمة عجيبة يستخدمها السودانيون للـ«بقالة».. فحمل الميدان الذي كان يطل عليه متجره اسمه بإرادة شعبية لا تعترف بجوازات السفر.. وسوق سعد قشرة هذا بدأ عشوائيا مثل شبردس بوش، ثم اكتشفت الحكومة انه قد يكون مصدرا للضرائب والعوائد فأعادت تنظيمه حتى أصبح سوقا مزدهرا تباع فيه البضائع والملابس الأوروبية المصنوعة في تايلند!

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من تذكيركم بالرجلين اليمنيين اللذين استقبلا قبل بضع سنوات وفدا من الجن بعث به نبي الله سليمان عليه السلام حاملا صكوك تمليكهما كوكب المريخ، ومنذ وقتها منعا أمريكا من مواصلة استكشاف أراضيهما وعقاراتهما في المريخ، والجديد في الموضوع ان صاحبينا أهديا مليون كيلومتر مربع من أراضي المريخ إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وربما يرحل إلى هناك قريبا بعد أن نال لقب «سابق» فيريح ويستريح، ويتبرع بألف كيلومتر مكعب لآل الأسد كي يـ«حلو عن سما سوريا» ويتركوا الشعب يتنفس.

الكويكب الظافر سيرتطم بالأرض في أو نحو عام ٢٠٢٨ م وسيحدث ارتطامه – في حالة حدوثه – زلزلة تخرج فيها الأرض بعض أثقالها وتهب رياح صرصر عاتية تقضي على الحضارة والمدنية فتلحق بقية الأمم بركب العرب أي تتقهقر إلى القرون المظلمة فيما يعرف بـ «التقدم إلى التخلف».. ما المخرج إذا؟.. كما يهرب العربي من صيف بلاده إلى اوروبا وجنوب شرق آسيا، ومن ضعفه إلى أمريكا ومن زوجته إلى بورتوريكا (لزوم السجع) فبإمكانه التعويل على الكرم اليمني لينزح إلى المريخ.. أما أنا فسأتخلف عن الركب ولا يهمني ماذا يفعل بي الكويكب.. يكفي أن أعيش بضعة أعوام بعيدا عن كلام العرب الممل والمكرر والممجوج.. وأذكركم بأن المال لا قيمة له في المريخ فاتركوه عهدة عندي.. وبصراحة أكثر فإنني من المشمولين بآية الزكاة، وقد أباح الله لي التمتع بزينة الحياة الدنيا وهي المال والبنون، وعندي «البنون» ولله الحمد، ولكن ينقصني المال.. كيلا أبدو جاحدا، عندي منه القليل ولكنني لا أملك قوت سنة (يعني مسكين في نظر الشرع) لأنني موظف.. يعني أجير.. أعيش في بحبوحة من اليوم الأول إلى السابع من كل شهر ثم أستدين قوت الأسابيع الثلاثة المتبقية.. وأعاهدكم بأنني سأكون أمينا على أموالكم ولن أبددها، فلا أنا سكير ولا حشاش ولست كلينتوني النزعات فيما يتعلق بالنساء.. أريد فقط أن أملأ عيني بالنقود السائلة.. وإذا عدتم من المريخ بعد أن تدمروه بالحروب والفتن فسأرد إليكم أموالكم لتكنزوها مرة أخرى وتأخذوها معكم إلى قبوركم ثم تحملوها معكم يوم الحساب لتحمى في نار جهنم وتكوى بها جباهكم.. إنه سميع مجيب.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. أذكر أن واعظا” كان يكثر من الوعظ في التزهيد بالدنيا ويسرد أحاديث و قصص بأن الدنيا فانية ولا تستحق بأن الناس يتسابقون عليها !! وحين توٌفي وجدوا ورثته في حسابه الشخصي أكثر من 10 ملايين دولار أخضر من (بتوع العم سام) !!! فأرجوا ألا تكون ممن يتحدث بما لا يعمل يا أستاذي العزيز .. تحياتي لك وشكرا” .