معبورين يا ريس
[JUSTIFY]
عبدو) والجو محتشد بالفرح وتداعيات ال نصر ينظر حوله في الشارع الذي إكتظ بكل المعبرين عن النشوة بعودة هجليج يبحث لنفسه عن شعار يردده والناس من حوله تتعالى أصواتهم (جوه جوه ) و(سودانيه بس) فينفرج عن شعار يعبر عنه (معبورين يا ريس) يظل يردده لاشعوريا فتنبهه المواطنة التي كانت بالقرب منه (يا زول) فيدخل في موجة الهتافات السائدة ولكن جوهرا لشعور العام حينما كانت هجليج مستباحة في تلك الأيام العشرة هو ما قاله عبدو تماما فقد كانت الناس معبورة ومغبونة للحد الذي جعلهم يعتقدون في أكثر من خيال واهن أن إستباحة الجزء قد يعني تهديد الكل وبقدر فداحة أن الإستباحة قد جاءت من جزء متبرعم من الوطن الكبير إذن مقدار الفرحة عكس مقدار ما كان يعتمل في الصدور لذلك كانت معدلات التعبير عن عودة هجليج أوضح بجلاء مما تعرضت له العاصمة القلب عند ذلك الهجوم الغادر لمجموعة خليل ومن خلفهم وذات الإحساس يعاود عبدو الآن وهو يشاهد معدلات الدمار والخراب للمنشآت النفطية وبحالة لا إرادية تراود الخواطر التي يتمثل فيها مكان أهل الحل والربط (تفاوض مافي الابعد ما نخرب ليكم مقدار ما خربتم) لكنه ينظر إلى حالته في تلك اللحظة بشئ من الإستعجاب لأنه يعرف أنه ليس ممن يؤمنون بمنهاج الغابة لكن هول الحدث وآثاره النفسية أكبر مما يحتمله حد خاطره الطيب الذي سعد يوما برقصة (باقان) الخادعة على أنغام (الكابلي) الصميم الرائع فعرف أن نفوس الآخرين أخون وأجبن مما يتوقع حسه وإنسانيته العميقة فينتفخ غضبا في وحدته تلك ويحادث نفسه مرة أخرى (والله معبورين يا ريس) لأنه يعرف أنه عندما هب الى جوف الشارع في ذلك اليوم كان جيبه خالي الوفاض وبيته لاتعرف طريقه الفئران رغم كل ذلك في لحظة الإقتدار تلك انتفض كما الأسد من أين أتى بتلك الطاقة والقدرة بالتأكيد صدى نظرية (لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضادا له في الإتجاه)آخر الكلام: في ساعة الحارة تصغر أشياؤنا الكبيرة لتكون في رحم الغيب حتى تنقشع الغيمة و(الغمة) وغمة الوطن كانت كبيرة هذه المرة لأنها جاءت على استغفال وخيانة فمتى تكون على قدر أكبر من الذكاء الذي لايعرف إلا الحقيقة ولا يتعشم في الأماني الخادعة ..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]