الفاتح جبرا

نحنا ناقصين؟


نحنا ناقصين؟
[JUSTIFY] قبل عدة أيام قمت بفقدان عدة مستندات شخصية فذهبت إلى قسم الشرطة الذى يقع فى دائرة الإختصاص .. قدمت عريضة لوكيل النيابة .. قام بأخذ أقوالي ثم ذهبت إلى (ديسك) البلاغات لفتح البلاغ (لا أدري ما هو السر في عدم وجود كراسي لجلوس المواطنين في كل مكاتب بلاغات شرطة السودان إذ لابد لك أن تكون واقفاً منتظراً دورك مهما كان عمرك أو حالتك الصحية)! ..
بعد الإنتظار واقفا حتى إنتهى الشرطي من تسجيل بلاغ أحد المواطنين إلتفت نحوي يسألني :
إسمك .. عمرك.. شغال وين ؟ .. ثم (قبيلتك شنو) !
إندهشت غاية الإندهاش لهذا السؤال (الما في محلو) .. وسألت نفسي ما هي علاقة قبيلتى بالموضوع الذي جئت من أجله؟ عندما راي الشرطي الذي كان يقوم بأخذ بياناتي الدهشة قد علت وجهي قال يخاطبني :
– عادي يا أستاذ .. قبيلتك شنو؟
– قلت له : يا أبني لا عادي ولا حاجه علاقة قبيلتي بالموضوع شنو؟ يعني هسه لو قلتا ليكم دنقلاوي ح تفتحوا ليا بلاغ سرقة ولو قلتا ليكم جعلي ح تفتحو ليا (تملك جنائي) ولوشايقي ح (تحفظوا البلاغ) ؟
حقيقة سؤال صادم لم أجد له أي مبررات فهو يؤطر للإنتماء القبلي البغيض على حساب الإنتماء الوطني فتقسيم المواطنين حسب أعراقهم وقبائلهم يمثل توجهاً سالباً بقوم بتمزيق النسيج الإجتماعي (لو فضل فيها نسيج) ووضعه في (كيمان) متناثرة على حساب وطن كامل متكامل !
جميل جداً ما قامت به الدولة مؤخراً من إعطاء كل مواطن رقماً وطنياً يستخدم للوصول إلي بياناته الاساسية مما يساعد على تبسيط الإجراءات الإدارية و تسهيل الخدمات و تطويرها في سبيل الإرتقاء بالأداء العام حيث يستهدف المشروع بناء بنية معلوماتية سليمة , باستخدام التقنية الحديثة في إدخال ، وحفظ ، وتطوير واسترجاع كافة المعلومات الخاصة بالمواطنين في كل مناح حياتهم .
غير ان (الما جميل) في المسالة هو أنه ورغماً عن أن هذا الرقم سوف يطال أي مواطن في البلاد مما يعني ان المسالة ذات كلفة زمنية ومادية عالية إلا أنه من وجهة نظري لم تتم الإستفادة القصوى من هذه (الفرصة) إذ كان من الممكن أن يحتوي الرقم الوطني على بيانات في غاية الأهمية كالأمراض المزمنة (حتى نعلم مقدار حاجة الدواء لهؤلاء المرضي) أو الإحتياجات الخاصة (معرفة أعدادهم وإيجاد فرص عمل لهم) وإذا كان ديوان الزكاة دائماً ما يقول الفائمون على أمره بانهم بعانون من إيجاد آليه تصل للمستحقين الزكاة فقد كان هذا الرقم الوطني فرصة لمعرفة المستحقين وإيصال الزكاة ليهم لحدت (خشم الباب) !
كل هذه النقاط التي ذكرتها أعلاه (وغيرها) كان من المفترض أن ينتبه لها الذين قاموا بتصميم إستمارة بيانات التقديم للرقم الوطني لما لها من فوائد إحصائية لكنهم الظاهر كانوا مركزين على حاجات أكثر أهمية كذلك السؤال (اللا بيودي لا بجيب) الذي سألني له شرطي القسم (قبيلتك شنو؟) والذي جاء ضمن بيانات المواطن المطلوبة !

فيا سعادة وزير الداخلية سألتك بالله أن تشرح للعبدلله ولكافة افراد (الشعب الفضل) من خلال هذا العمود ما هي فائده وجود هذا السؤال ؟ لأنو بصراحة ما شايفين ليهو فائدة بل بالعكس إنه يدعو للقبلية والجهوية والتشرذم
وكمان لو وريتنا السر في عدم وجود كراسي لجلوس المواطنين بمكاتب البلاغات تكون ما قصرتا !

كسرة :
هو بالله أنحنا ناقصين ؟

كسرة ثابتة :
أخبار خط هيثرو شنو(وووو)؟
[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. لاأدري حقيقة ماذا تقصد ب” بقية الشعب الفضل”هل تم تصفية جزء منه ؟ هل وقع طاعون بالبلد فقتل جزءا من الناس ؟هل وقعت مجاعة ؟ هل وهل وهل؟
    يا جبرا تفااااءلوا بالخير تجدوه ، لماذا تتفاول بأن الشعب قد أبيد جزء منه بطريقة غامضة ،،ياخي فال الله ولا فالك .
    لا يفوتني أن أبدي إجابي بتقنينك لواوات “هيثرو”وترشيدك لها تحسبا لنفادهاوالاضطرار لاستيرادها من لغات أخرى مما يعني مزيد من إهدار المال
    أما السؤال عن قبيلتك فلربما على ضوء ذلك يدرس بلاغك وهل هو بلاغ صادق أم لا تبعا للجينات ،كما إنها طريقة أسرع من استخدام جهاز كشف الكذب .
    وإنما الأمم القبلية ما بقيت @@@ فإن هم ذهبت قبائلهم ذهبوا

  2. يا استاذ جبرة نحنا ما ناقصين مقعد للمبلغين ولا ناقصين حذف سؤال القبيلة من بيانات المبلغ.

    قول جابوا ليك مقعد مريح وحاجة باردة وسألوك عن بياناتك بدون ما يجيبوا سيرة القبيلة (مع إنو شكلك حلفاوي) حتكون مبسوط وللا الفهم شنوووووووووو؟

  3. استاذي العزيز
    عندما رغبت في استخراج الرقم الوطني لاحظت مسألة ( القبيله ) واعترضت علي ذلك لان ذلك يأطر لثقافة القبليه داخل مجتمع سوداني مما يؤدي الي تهتك النسيج الاجتماعي داخل وطن يفترض ان يكون تشكل بلون واحد من الوطنيه السودانية فقط .
    ذي واحد ( اهبل ) يقول ليك في مناقشة كورة ماالبشير (هللابي ) معانا ، ويعني شنو اذا كان هللابي اومريخابي او غير ذلك والغريبه تلقاه فرحان وانتصر لذاته في النقاش لان الريس هللابي .
    ان السودان برغم تاريخه في اعتقادي الشخصي لازال ( قريه كبيره) ولم يبلغ بعد معطيات وطن للجميع ،حتي يتشكل الانتماء الوجداني له ، واعزو ذلك لعدم وجود القائد التاريخي الملهم لشعبه مثل ( غاندي او جمال عبد الناصر او اتاتوك في تركيا) المربي لشعبه ، نحن حتي اليوم لا نوقر الزعماء لدينا وممكن اي سفيه يشتم زعيم امه في جمع عام

  4. [SIZE=3][B]الشكر الخالص لأستاذنا الفاضل جبرا …
    ولكن هل نسيتم السياسة المفروضة علينا الآن ، وهي سياسة الإستعمار فرق تسد وجوع كلبك يتبعك … بالله عليكم ياجماعة هل هنالك سياسة غير هذا مطبقة لدينا … ولماذا الإستغراب إذن ؟؟؟؟؟؟؟؟[/B][/SIZE][/SIZE]