أبو وأم الجعافر يعاملان كإرهابيين
المهم وصلت والمدام إلى هامبورغ وكنّا قد فرغنا من إجراءات التأشيرات في امستردام في هولندا، وأخذنا أمتعتنا من السير الكهربائي وتوجهنا نحو بوابة الخروج، وإذا برجل يبدو من هيئته أنه مصارع محترف يستوقفنا ويسألنا: من أي بلد أنتم؟ وما ان نطقنا باسم السودان حتى حاصرنا خمسة من جماعة الجمارك، وشرعوا في فتح حقائبنا وفلفلتها.. وكان السؤال الأول من المصارع بما أسعفه الله من مفردات إنجليزية: لماذا أتيتم الى هامبورغ؟ كدت أقول له: لأننا حمقى وبلهاء، ولكنني قررت استفزازه وقلت له: جئنا لقضاء شهر العسل! وأفحمته الإجابة، لأنه لا شيء في القانون يمنع زواج من هم في مثل سني او سن زوجتي، كما ان القوانين الأوروبية لا تتطلب وجود قسيمة زواج لإثبات الزواج، وهكذا أمسك المصارع باللابتوب وسألني بإنجليزية مكسرة: فات أز زس؟ غضبت لسخافة السؤال وقلت له: كما ترى فإنه علبة كبسولات لالتهاب المصران، فبرطم بكلمات تنم عن غضب، وخمنت أنه يقول لي: أنا مش بهزر، ولكنني واصلت تمثيل دور الغبي، وكنت كعادتي في السفر إلى أي بلد غير عربي أحمل معي صندوقا بلاستيكيا شفافا يحوي بعض التمر فسألني: فات إز زس؟ فأخرجت حبة تمر وأكلتها دون أن أجيب عن سؤاله، وهنا أيضا انتقلت كلمات كالقذائف من فمه: شوخن بوخن نشتوخن إخص زفتش.. وكالعادة مع كل عبارة ألمانية انتهى كلامه ب: آآآخ توف… المهم استنتج ذلك اللئيم أنني أكثر لؤما منه، فأمرنا بإغلاق حقائبنا، فتوجهت نحو الأربعة الآخرين وسألتهم ما إذا كانوا يريدون تجربة حظهم مع حقائبنا علّهم يجدون فيها ما لم يجده المصارع تريبل إتش؟ فنظروا إليّ بحقد وغضب وانصرفوا.
وخرجنا من المطار واستقللنا سيارة تاكسي بعد أن أعطيته عنوان الفندق، الذي اخترته عبر الانترنت مستعينا بموقع bookings.com وأنشر عنوان هذا الموقع ليس من باب الدعاية والترويج له، ولكن لتنبيه القراء إلى أن الموقع يعطي أسعارا تقل بنحو ٤٠-٥٠% عن تلك التي تفرضها الفنادق وشركات الطيران، وعن تجربة أعرف أنه ليس موقع استهبال إذا أحسنت التنقيب فيه، ولم يخيب الموقع ظني فقد وجدت الفندق أنيقا ويطل على بحيرة، وأن السعر الذي حصلت عليه لكامل مدة إقامتنا أقل بنحو ألفي يورو عن السعر الذي يحاسبك به الفندق إذا أجريت الحجز معه مباشرة، ولا أعرف اسم ذلك الفندق لأنه يتألف من نحو ١٦ حرفا وكان أجمل ما فيه أن ٣ من العاملين فيه من الأفغان.. ويعرفون بعض العربية بحكم معرفتهم بالقرآن، بينما حصيلتي من الألمانية لا تزيد على ٥ كلمات.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
الحجز عبر الإنترنت أصبح أكثر سهولة و أقل تكلفة من مكاتب السفريات !!
حيثُ أن مكاتب السفريات ترفع سعر الحجوزات كي تغطي دورها كوسيط بين الشركات والسُياح !! إلا أن بعض مكاتب السفريات إستغلت ذلك بوضع الأسعار التي تعجبها حتى يزيد هامش الربح لديهم .. لكنهم بدأوا يلتفتون إلى أن السُياح أصبحوا أكثر دراية ومعرفة بالأسعار الحقيقية .. تحياتي لك يا أستاذي العزيز و شكرا” .
يا حليل ايام صبر طيب فى خط المذاد كانت ايام حلوة وجميلة كنا لانمل من ونسات حبوبات وهن يحملن قفف الخضار واللحم وعباس السائق الذى كان لا يضجر ابدا
عباس بن فرناس
كنت أحسب أن قلمك وحده يشرق ويغرب ، لكنني قد عرفت الآن أن أبا الجعافر بشحمه ولحمه أيضا يحمل عصا الترحال ويطير من مطار ليهبط في آخر ، ويجرجر خلفه “المسكينة” أم الجعافر،لكنها أكيد سعيدة بتلك الرحلات المكوكية مابين دولة عربية وأخرى غربية ، برفقة ابن بطوطة من الجنسية السودانية .
ولابد أنك ومع هذا التحليق المتواصل قد طويت فوائد السفر واعتصرتها وخزنتها في تلافيف الذاكرة ليسكبها لنا قلمك المبدع منظومات نطرب لها ونستفيدمنها
لذلك نقول لك : سافر ياأبا الجعافر، ياود فرناس المعاصر، فسفرك نافذتنا إلى تلك المدن البعيدة، وليحفظكم الله في حلكم وترحالكم أيتها الأسرة الكريمة