التجريح الطبي
ثم تهزأنا مرة أخرى عند زيارة الطبيب، فعند تشخيص حالتي كانت النتيجة والإفادة أنني موديل قديم، ولا علاقة لجسمي بمنتجات الطب والصيدلة في القرن الحادي والعشرين، ولما جاء دور المدام همهموا ودمدموا بكلام غير مفهوم واستطعت تخمين ما يقولونه من بعض المفردات التي لم تكن غريبة تماما علي: أظن – وليس كل الظن إثم – أنهم قالوا: كيف تتجرأ هذه السيدة لطلب قطع غيار (اسبيرات) في بلد المرسيدس وبي إم دبليو؟ وبعبارة أخرى فإنهم رأوا أن عليها ان تحصل على قطع الغيار من كوريا او تايوان، وكنا قد قصدنا طبيبا معينا في هامبورغ بتوصية من طبيب بريطاني مرموق، وكان ما أدهشني هناك هو أنهم لا يكتفون بتصوير الجسم بالاشعة السينية والمقطعية والرنين المغناطيسي، بل طوروا طريقة للكشف عن الأربطة والأعصاب والأنسجة والعظام بالموجات الصوتية (الألتراساوند / السونار)، ولكن ومن دون فخر فقد عجزت جميع أنواع الاشعاعات في اختراق جسمي المصفح.. أجسام شباب آخر الزمن يستطيع الطبيب الكشف على تفاصيلها بالعدسات المكبرة التي يستخدمها صانعو المجوهرات وفنيو إصلاح الساعات، بل ان نظرة فاحصة بالعين المجردة تكفي للكشف عن الكسور والشقوق في عظام بعض البنات المهووسات بالرشاقة.
قلت لأم الجعافر إن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر واقترحت عليها أن نتوقف عن مراجعة الأطباء ونقضي الوقت في الصياعة، وهكذا صرنا نغادر الفندق في منتصف النهار ونتجول في الشوارع،.. ندمت على اقتراحي لأنني كنت اكتشف أثناء جولاتنا ان الست هانم لا أثر لها، فأعود أدراجي مشيا نصف ساعة حتى أعثر عليها، واضطررت لتوجيه انذار إليها: شوفي يا بنت الناس.. نحن اتفقنا على الصياعة، ولو ظللت تمشين بالطريقة السودانية، فسأضطر لاستخدام الصلاحيات المخولة لي شرعا وأبحث عن (بدائل).. سبحان الله، بعدها تحولت إلى غزالة وكانت أحيانا تسبقني بخطوات، وصارت ألمانية.. بنات ألمانيا يمشين وكأنهن في تدريب عسكري للمشاة: ربرب ربرب كككك.. خطوات منتظمة وسريعة بأجسام قوية ومستقيمة.. لا أنكر أنني مارست البصبصة ولكن يشهد الله لم اقابل ألمانية تتثنى وتتلوى وتتمايل في غنج كما هو حال بعض بناتنا في الأسواق والشوارع.. والأمر الآخر هو أنني لم ألتق فتاة تعاني من الأمتعة الزائدة، وكأنما جميعهن من سلالة واحدة ذات أجسام قوية ورشيقة.. ولا استطيع الحكم على جمالهن لأنني لم أنجح في التمعن في وجه أي ألمانية لان متوسط طول الإنسان في ألمانيا متران وربع، وكنت طوال وجودي في هامبورغ أحس بأنني قزم (وكمان أسود).
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
( ولكن يشهد الله لم اقابل ألمانية تتثنى وتتلوى وتتمايل في غنج كما هو حال بعض بناتنا في الأسواق والشوارع)!!!
صدقت يا أستاذي فحال بعض النساء لدينا مؤسف !!! ولا أعمم فهناك نساء على قدر كبير من العفة و الطُهر .. خلاصة القول ( إمرأتك إنسانة عظيمة هل تعلم لماذا ؟ لأنها الواقفة والمساندة لجميع نجاحاتك الأدبية والعلمية ) تحياتي لأم الجعافر هذه المرة حيثُ أنني أقف إحتراما” لها لأنها الجندي الخفًي لنجاحاتك و إبداعاتك المتوالية .. شكرا” لكل إمرأة تكون خير عضيد لزوجها وبعلها و ( نكدها ) في بعض الأحيان !! و شكرا” لكل رجل يكون خير بعل لزوجته و بعلته و ( نكده ) في بعض الأحيان !!! وشكرا” لجميع القراء المحترمين .
المصيبة استاذ جعفر ان بناتنا لديهن مفهوم خطأ وهو كثرة الامتعة المحمولة ظهرا والاوساط ذات الوديان والصدور ذات الخيران العميقة تكون هيئة محببة للرجل .. ويعتقدن ايضا ان كلما مشت وجرت ارجلها جرا ذلك منالدلال والتغنج بل واكثر من ذلك اذا كانت تمشي ومحاولة التاميل مع الحذاء الذي لايتناسب مع جسمها ..
سلام ورحمة على لمتنا الحلوة ،، أبو الجعافر ورفاء وعبدالله وأم الجعافر ، وكل القراء الذين يحبون أبو المعارك ،،
النكد ، وما أدراك ما النكد ،، النكد هو ملح الحياة ونكهتها التي لا تستقيم إلا بها ،، هل تستطيع أن تميز اللون الأبيض دون وجود اللون الأسود ؟
بالتأكيد لا ،، لذلك العوافص الرعدية الترابية بزعابيبها تنقي الجو ،، وتصفيه من شوائبه وتجعل المطر يهطل بعد طول احتباس ، فتغسل قطراته
الكون وتنتعش الحياة ، ونشم عبق الدعاش ، وترتوي الأرض بعد طول يباس ، فينمو الزرع ويمتلئ الضرع ، وتخضر الحياة ، كل هذا يأتي بعد حالة نكدية معتبرة ، لذلك هو سلاح ذو حدين لمن يجيد استخدامه تصبح حدوده كلها نافعة .