منوعات

مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف .. زحف يخنق العلاقات الانسانية

[JUSTIFY]خيارات عديدة ومتنوعة جادت بها تقنيات الاتصال الحديثة، حتى أصبحت متداخلة مع حراكنا اليومي، بل ومتغلغلة في تفاصيل علاقاتنا الاجتماعية كافة.
السيل الجارف من التهاني الألكترونية بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك، خير دليل على مستجدات الأثر التقني في حياتنا الاجتماعية، فجاءت تلك الرسائل متنوعة في الصياغة، بل وفي زخرفها وشكلها التصميمي، ورسائل أخرى حملت دلالات لغوية وتعابير في غاية من المهارة، وجميعنا يعلم أن هذه الرسالة، قد دارت على المئات حتى وصلت إلينا.
للغرابة، باتت تلك الرسائل مبرئة لواجب التواصل، حيث يحس الجميع بأنهم قد فعلوا ما هو مطلوب منهم .. سواء في صلة الرحم، أو في التواصل مع أحبتهم وأصدقائهم، ولكن من منهم (زار) أهله وأصدقاءه شخصياً دون استخدام وسائل التكنلوجيا والأتصال الحديثة .. هذا ماسنعرفه من خلال الاستطلاع التالي:
يرى خالد الماحي (استاذ كمبيوتر) أن الرسائل ليست كافية في مثل هذا المجال : «لا يمكن استبدال روح الصوت، وما يحمله من دلالات ودفء وحميمية، برسالة جامدة تحمل حروفا وكلمات مجردة، مهما تم تحميلها من الصور والزخارف، فهي تظل جامدة، ومهما احتوت من كلمات معبرة وفي غاية من الرقة تبقى كلمات جامدة، لا تلامس الشعور ولا تحرك الأحساس».

تكرار دون جهد

وتضيف أحسان عمر (ربه منزل) أن الشعور متنام ومتزايد، بأن رسائل المعايدة مكررة ولا يبذل فيها مجهود، بجانب أنها قد مرت بآخرين بالصياغة والتعابير نفسها : «جميعنا نعلم أنه يمكن بضغطة زر، إرسال عشرات العشرات بل مئات الرسائل لجميع من في قائمتك، ومن ثم يظن البعض أننا قد قمنا بالتواصل الذي يهدف لتقوية الروابط الاجتماعية وينمي العلاقات الإنسانية . وهذا بطبيعة الحال خطأ فادح، فلا يمكن لرسالة توجهها بأي وسيلة من وسائل التواصل أن تغني عن التواصل الشخصي في البيوت».

خطأ فادح

وتتفق الباحثة الاجتماعية خالدة أحمد مع الآخرين بأن مواقع التواصل جميعها لا يمكن أن تسد أو تكفي عن التواصل الذي يتم عبر الاتصال المسموع أو عبر الزيارات واللقاءات مع الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء : «نحن الان في طريقنا للوقوع في خطأ فادح يتنامى مع مرور الأيام، بل يتم ترسيخه، وهو أن هذه الوسائل في الاتصال تغني وتكفي لإقامة روابط أسرية وصداقات مع الآخرين، والذي أريد أن أؤكد عليه، أنه رغم أهمية مثل هذه الوسائل إلا أنها تبقى عاجزة وغير كافية نهائيا في تنمية علاقاتنا الاجتماعية مع الآخرين، بل إنها غير مقنعة لدى شريحة واسعة من المجتمع. «

يقول أحمد الطيب (موظف بشركة خاصة) إن هذا الأسلوب في تعاملنا مع الآخرين تنامى بسبب انشغالنا الدائم طوال العام، لكن التواصل المباشر لا غنى عنه ..لا أن نرسل رسالة من بضع كلمات ونعتقد أنها ستبني وتقوي علاقاتنا.

وتتفق سلوي الحسن الطالبة بجامعة الخرطوم مع الرأي السابق وتشير إلى أنه يجب الحذر من الاعتماد على هذه التقنية لأنها تؤثر علي تواصلنا المباشر وعلاقتنا الانسانية السمحة الممتدة عبر القرون، لذلك يجب أن يشعر أهلنا وأحبابنا بأننا بالقرب منهم ولنسمعهم على الأقل أصواتنا بعفويتها ونغمتها ورنتها التي لا يمكن لرسالة، ترسل للمئات أن تنقلها. بمعنى أوضح استبدل رسالة العيد بمكالمة هاتفية قصيرة لكنها ستكون ثمينة وأيضا أكثر دفئا.

إستطلاع: نعمان غزالي: صحيفة أخبار اليوم [/JUSTIFY]