فدوى موسى

الهروب من باب النساء

الهروب من باب النساء
[JUSTIFY] مال حال البلاد ينفرط رويداً رويداً؟.. ففي الأيام الفائتة كثرت الفتن التي لها ما بعدها من تداعيات، وإن ردت الأسباب لبعض المعقول وكل الوارد.. حرق الكنيسة وأحداث الشيخ ومريديه بالعاصمة العريقة، وأخيراً «استيقاف» الشرطة للمشاركين في الهجوم على مجمع إسلامي بشمال كردفان، كما ورد في الصحف على خلفية هجوم ملثمين على المجمع، وهم يستخدمون السلاح الأبيض- السكاكين والعصي- أثناء رفع الأذان لصلاة العشاء، مما اضطر «الرجال» المصلون للهروب من باب النساء، بعد أن سكب الملثمون البنزين على المسجد.. خطورة هذه الفتن التي ترتبط بأماكن العبادة، وروح الاعتقاد أنها يمكن أن تنفلت سريعاً من سياج السيطرة لتكون محصلتها الكثير من الإنفراط الأمني والاجتماعي والاقتصادي.. عليه لا نطالب بمحاصرة مثل هذه الظواهر فحسب، ولكن نرتجي أن تزول الأسباب التي هي جوهر مثل هذه الانفلاتات.. وها هي تبدأ بهروب الرجال من باب النساء، ولا نعرف إلى أي اتجاه ستؤول مخارجها..

توجس.. تطرف

الغلو والتطرف الذي تبدو مظاهره في ازدياد نلحظه في الشارع العام من مشاهد معينة، تعكسها ملابس وسلوكيات البعض، تمثل تصنيفاً واضحاً يضعنا في حالة الخوف والتوجس من الاحتكاك مع هؤلاء المصنفين.. ففي المركبات العامة تراهم ينتهرون ويتآمرون ويتنحنحون «أعوذ بالله.. استغفر الله»، كأنك من شياطين لا تنتمي للإنس الذين يترفعون على الآخرين بافتراض أنهم هم الأقرب لله، وهو الذي قريب من الكل وداعيهم لدعوته فيستجيب.. أطرف المواقف مع هؤلاء المصنفين «أن أحدهم صعد إلى قلب المركبة العامة، وأخرج كيساً مليئاً بالبلح، ووزع أغلبه على الركاب، والذين من شدة خوفهم منه.. بدأوا في القرمشة مباشرة حتى لا ينتهرهم أو يسمعهم جدول النصائح».. رغم أن الموقف فيه بعض من «المراحمة» إلا أن معدلات التخوف من الانجرار أو الوقوع في طائلة تأثيرات التطرف والغلو والأحكام المسبقة من هؤلاء، بدأت تؤثر على الكثيرين الذين يفضلون المشي «جنب الحيطة» اعتماداً على أن «الجبان ربى عيالو».. أو كما يقول «أمشي عدل يحتار عدوك فيك».

آخر الكلام:-

إذا لم تتضح المداخل والمخارج لتفاصيل حدود تداخلك مع الآخرين.. حدود احترامك لنفسك، وحقوق الآخرين، فما عليك إلا «أن «تقرمش» مرغماً..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]