كلنا من نفس الطينة
وحقيقة الأمر يا أستاذ رشاد أننا جميعا «ذلك الرجل»، أو تلك الشخصية، ونقول ما لا نفعل.. نعاكس البنات في مجمعات التسوق وفور رفع الأذان نتجه إلى المصلى: أستغفر الله.. وسمع الله لمن حمده، وبعد الصلاة: نظرة يا جميل أنت وأنا «أركع تحت رجلك»، وننهى صغارنا عن الكذب ويرنّ الهاتف فنزجرهم: انكتموا.. ثم يسمعنا الصغار ونحن – مثلا – نقول في التلفون لشخص ما: والله ما أقدر أجيكم.. العيال كلهم عندهم حصبة رومانية.. وأثناء المكالمة تصدر عنا تحذيرات صوتية خافتة موجهة للعيال: ششش، مع إنذار بتلويح السبابة.. الكذب بالذات يا أستاذ رشاد صار ميسما لعلاقات العمل والمجتمع، بل هناك من يراه ضرورة لـ«تمشية الحال»، ابتداء بكذبات من العيار الخفيف كأن تقول لزوجتك: ما شاء الله الرجيم جاب نتائج عجيبة معك.. صرت ريشة (بينما أنت تقول في سرك: هذه ليست امرأة بل وحيد قرن).. وكأن تقول لمديرك بعد أن خسر النادي الذي يشجعه مباراة في كرة القدم بنتيجة صفر – سبعة: والله الكورة مجنونة.. ناديكم يلعب وغيركم يكسب.. وصولا الى القول للمدير الذي اختلس نصف «الميزانية»: والله لو عندنا من نوعك خمسة بس كنا صرنا مثل سويسرا.
وإذا أردت رؤية التناقض في الشخصية العربية فراقبها في العواصم الأوروبية: مع ملامسة الطائرات أرض المطارات الغربية، تختفي كثير من العباءات ويتناثر الشعر الغجري، الأسود كالليل والناعم كالحنان والطويل كنظرات المتطفلين (أدرك أنني دخلت في «دور» غزل، ولكنني أحفظ هذه العبارة منذ طالعتها في رواية ما وأنا تلميذ بالمدرسة المتوسطة).. ويختفي الجلباب العربي ومعه الغترة والعمامة فتجد رجلا مكعكعا يرتدي الشورت وساقاه أرفع من ساقي النعامة.. والشيء الوحيد الذي يعرف السائح العربي أن حرمته مؤكدة في أي دولة أجنبية هو لحم الخنزير، أما «اللحوم» الأخرى، والمشروبات المحفزة لتناولها فهي غاية المنى والمراد.. والله غفور رحيم.
بذمتك كم مرة سمعت في الراديو او التلفزيون شخصا يقول إن مثله الأعلى هو سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، بينما الكل يعرف أن سلوك ذلك الشخص يجعل انتماءه الى أمة محمد مشكوكا فيه بالأدلة القطعية وليس الظرفية.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
لا يوجد أحدا” مننا بالكمال .. فنحن نخطئ و نصيب و كل شخص فينا مرً بتجارب سيئة سواء مع الناس أو مع نفسه فدواخلنا أحيانا” لا تعكس مظاهرنا الخارجية .. أذكر حكمة صينية تقول 🙁 لا تعالج ما في نفسي بل عالج ما في نفسك أولا ” )
و هي مهداة لمن يبحث عن عيوب الناس و ينسى نفسه بعيوبها و أخطائها .. ورحم الله سيدنا عمر رضي الله عنه حينما قال 🙁 رحم الله امرئ” أهدى إلًي عيوبي ) فلنكن ممن يبحث عن تقويم النفس أولا” بدلا” بإشتغالنا بعيوب الناس و شكرا” .