صاحبنا يريد تأديب المدام
المهم أن العاملين في وحدة أمراض القلب في مستشفى الدمرداش فوجئوا برجل يدخل عليهم ويجول بعينيه في الوحدة، فحسبوه يبحث عن مريض أو طبيب او عضو في فريق التمريض، وفجأة أخرج الرجل علبة كبيرة من كيس وألقى بها في اتجاه موظفة في الوحدة فتعالى الصراخ والعويل والسعال.. كانت قنبلة للغاز المسيل للدموع، وأصيب مرضى قلب كثيرون باختناقات شديدة استوجبت نقلهم إلى مركز السموم لإنعاشهم، بينما ظل العشرات من المرضى والأطباء والزوار والممرضين والممرضات يكحون ويحكون أعينهم لاستنشاقهم الغاز.. والقنابل المسيلة للدموع قد تشلّ حركتك وأنت في مظاهرة في ميدان مفتوح، فكيف يكون حالك إذا أُلقيت عليك وأنت في غرفة مستشفى مغلقة النوافذ.. ومنذ المرحلة الثانوية شاركت في عشرات المظاهرات ضد مختلف الحكومات في الخرطوم، وبكل صدق أقول إنني لا أخاف من الاعتقال والحبس في السجن أو مركز الشرطة، ولكنني بمجرد رؤية شرطي يوجه قنبلة غاز في اتجاهي أتحول إلى دراجة نارية.. ولو أمهلني الشرطي لتوجهت نحوه وأنا أصيح: تعيش الحكومة واللي خلفوها، بس الله يخليك بلاش القنبلة.. فتأثيرها يظل يلسع جلدك وعينيك وخياشيمك لساعات، ولكن أسوأ لحظات التعرض لها هو أن تستنشق الدفعة الأولى من الغازات المنطلقة منها.
بعد التحريات اتضح ان الرجل يعمل في جامعة عين شمس، وأنه طلق زوجته التي تعمل في مستشفى الدمرداش، وخلال هوجة ثورة يناير وما تعرضت له بعض مراكز الشرطة من اعتداءات حصل صاحبنا على قنبلة مسيلة للدموع، فقرر تأديب طليقته وألقى بالقنبلة عليها، ويواجه الرجل الآن حزمة من التهم أخطرها أن فعلته تلك تماثل الشروع في القتل، لأن خنق مرضى القلب بالغاز كان من الممكن ان يتسبب في موت أحدهم أو بعضهم.
السؤال الذي يحيرني: ما الفائدة التي كان الرجل يرجوها من إلقاء قنبلة غاز على زوجته.. سابقا (انسوا موضوع المستشفى) سواء كان الطلاق برغبة منها أو منه؟ يعني أفهم أن يرمي رجل قنبلة ذرية على طليقته ليقتلها، أو قنبلة متفجرة لإيذائها جسديا، (ويكون ذلك في لحظات ذهاب العقل)، ولكن ماذا يرجو شخص من جعل من طلّقته تعطس وتكح وعيونها تدمع حينا من الوقت.. دعوني أختم المقال بحكاية تسد النفس: هاجرت أميمة التي كانت تعمل عارضة أزياء في مصر إلى الولايات المتحدة عام ١٩٨٦، وتزوجت وعمرها عشرون سنة بالأمريكي وليام نلسون، وبعد شهر من الزواج قتلته وشوت رأسه في الفرن واستخدمت الزيت لقلي (تحمير) يديه، واعترفت أمام القاضي بأنها تذوقت بعض لحم الزوج القتيل ووضعت بقايا الجثة في أكياس ولجأت بكل غباء إلى بعض معارفها حاملة الأكياس: اللي يخلصني من الكيس الواحد هياخد ٧٥ ألف دولار!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
ما حكايتك يا أبو الجعافر مع قصص الإنتقام في ( اليومين دول ) ؟
لكن صدقني لا ينتقم سواء كان رجل أم إمرأة إلا ضعيف النفس و متعثر الخطوات .. لكن الواثق و الواثقة من أنفسهم لا يأبهون لمن يحاول من التقليل من شأنهم وكما قال سقراط 🙁 خلق الله لنا أذُنين ولسان لنسمع أكثر مما نقول )
تحياتي لك وللقراء الأعزاء .
حياك الله قريبي النوبي ابا الجعافر
ما ان افتح الصحيفة الا وتتسارع عيناي لالتقاط ما سطره يراعك الجميل وما تدوذنه اناملك الزهبية لتجعل حياتنا دوحة وارفة الظلال
النساء شقائق الرجال بيد انه لابد من استثناءات كالتي زكرتها