فدوى موسى

الشلاتيت!


الشلاتيت!
[JUSTIFY] لا أعرف بالضبط آخر تقليعات الموضة، ولكني أدرك تماماً أن صغيرتي قد تمردت على اختياري لملابسها.. معللة ذلك بأنني لا أعرف آخر الموضات وصيحاتها.. ذهبت معها لشراء لبسة وشرطها لي أن أكون مجرد مرافقة ليس إل،ا فصرت في خانة «المراقبين الدوليين» أنظر ولا أنش، على أمل أنني سأشارك في التقرير النهائي.. رأيتها وهي تنزل من رف المحل «خرقة» لا أعرف ماذا يسمونها، ولكنها تكفي كلبسة لليدين والجزء الأول من الصدر، أظن أنها ما يعرف بـ«الجاكت» بل شيء أخفض من ذلك.. ثم رأيتها وهي تنزل «خرقة» أخرى، عرفت لاحقاً أنها تغطي منطقة الصدر الى ما قبل منطقة البطن، ثم «خرقة» أخرى ملحقة.. وأخيراً عرفت أن القطعة ذات اللون البني هي «التنورة»، ولأنني وافقت على شروطها في رحلة الاستصحاب، ظللت أحرك شفتي في تعجب كلما قامت بشراء «شلتوت»، الى أن أكملت اللبسة وفقاً للموضة وارضاءاً «للمجتمع الدولي».. وأنا أهمهم لنفسي كيف آن لصغيرتي إكمال اللبسة على هذه الطريقة الطويلة، ولماذا تحمل نفسها جهد ارتداء هذا الكم الهائل من القطع والشلاتيت؟!.. طبعاً لا انتظر إجابة ولكني تذكرت أن جيلنا كان لا يكثر من الملابس.. قميص.. عباية.. ثوب مسميات واضحة، ولا أدري لماذا تذكرت قريبتي التي جاءت مستصحبة في زمن مضى مريضاً للمستشفى، فسألتها حينها «الزول دا مرضة شنو؟» فردت علي «اسكيرت وبلوزة»، فعرفت أنه كان في لحظتها يعاني من «استفراغ واسهال» «آسفة عزيزي القاريء على الطمام الذي سببته لك»، ولكني لو أحببت أن اسمي لبسة «بنيتي» تلك على مرض معين، لتعبت جداً، بل ربما اضطررت لاستهلاك جميع قائمة الأمراض الوبائية والمعدية، حتى أصل بها لحالة «الشلل الرعاشي».. المهم وتوفيقاً للأوضاع اشترطت عليها.. إنني لن أحجر على ذوق جيلها، ولكن لابد أن تكون جميع أجزاء جسدها مستورة، أو كما تقول هي «مية المية».. أضفت الى ذلك عند خروجنا سوياً أن أخطرها بالبدء في عملية اللبس والارتداء قبل زمن كافٍ من مواعيد الخروج، حتى تستطيع ارتداء كل «الشلاتيت» والخرق، ولا تنسى رداء مناطق ورقاع الجسد المختلفة، وتصبح عرضة لاحتلال النظرات الجريئة الخبيثة، أو مقصداً للتعدي.. ورغم احتمالي لهذا الوضع إلا أنني «أحمل هم تحملها لهذه الخرق الكثيرة، ولسان حالي يقول يا بتي انتي الجابرك على التعب والجهجهة دي شنو..» وأعجب عندما تصادفها صويبحاتها ويثنين على لسبتها فأجد أن أذواقنا لا تتماشى مع ما هو حديث ومبتدع.

آخر الكلام:

دخلت علي «مرضة» اسمها عد الشلاتيت، فكلما رأيت شابة امامي بدأت العد «واحد.. اثنين.. ثلاثة.. اربعة.. خمسة» لا أكذبكم القول إنني وجدت اقلهن عدداً للشلاتيت أكثرهن اناقة..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]