عبد اللطيف البوني

امسكوا في الحتة دي

امسكوا في الحتة دي
[JUSTIFY] المثل السوداني يقول (الضائق عضة الدابي بيخاف من مجر الحبل) ولمن يحتاج الى ترجمة فهذا المثل يقول إن الذي سبق أن لدغه ثعبان في حالة خوف دائم من كل مايشبه الثعبان حتى ولو كان رسما خطه حبل مجرور بالأرض فما فعلته نيفاشا من شق للسودان وحرب بين دولتين جعلتنا في السودان نتخوف من أي بادرة حل لأزماتنا المعاصرة أتت من الخارج كقرار مجلس الأمن 2046 لاسيما وأننا استقبلنا نيفاشا بكثير من الأفراح اللهم إلا قلة على رأسهم السيد الصادق وحتى الصادق أعاب على النيفاشيين رفضهم لمبادرة الجرتق التي تطوع للقيام بها لتصبح قومية.
على كل حال خوف الجميع من قرار مجلس الأمن مبرر تأسيسا على سابقة نيفاشا ولكن حتى نيفاشا يمكن يأتي يوما ونعيد تقييمها فنيفاشا مازالت حدثا معاصرا ودورتها لم تكتمل بعد فقد فرحنا بها ساعة توقيعها لأنها أوقفت حربا أهلكت الحرث والنسل والآن بعد التفاصيل والتطبيق نلعن سنسفيلها لأنها شقت البلاد وأعادت إنتاج الحرب وقد يأتي يوم نراها كويسة, كيف؟ لو افترضنا أن ما يحدث الآن هو آلام تسنين وحراق روح مابعد الطلاق وأن الأمور بعد الآن استقامت بين البلدين وأن العلاقة بينهما تطورت ووصلت مرحلة متقدمة ساعتها حتما سوف نرجع لنيفاشا ونغني لها مرة ثانية
يبدو لي أن الأمور بين دولتي السودان قد وصلت مداها وفي المثل (الشيء كان فات الحد بينقلب للضد) أو بلغة باقان أموم في الخرطوم وعلى أنغام الكابلي وقبل هجليج (نحن وصلنا قاع البئر ولم يبق إلا أن نخرج منها) دعونا نفترض أنه كان يشير لهجليج بصورة مسبقة. عليه على الوفد السوداني الذاهب للتفاوض أن يعتقد أنه ذاهب ليتفاوض لحل مشكلة وليس ذاهب للخروج من مصيدة بعبارة أخرى إذا استصحبنا سوء الظن فلن تنجح المفاوضات القادمة. نأتي من الآخر ونقول يجب أن نحمل شوية ثقة بأن إخوتنا في الجنوب هم الآخرون يريدون حلا وأنهم يسعون لمصلحة بلدهم ومواطن بلدهم ليس من العدل أن نجردهم من أي وطنية ونقول إنهم مجرد دمى لقوة خارجية. في تقديري إن هذا إمعان غير راشد في سوء الظن . مافي مانع نعتقد أنهم يكرهوننا كراهة العمى ولكن بالطبع لا يكرهون بلدهم.
ما ذهبنا إليه أعلاه لا ينفي ما ذكرناه آنفا إن هناك من يريد أن يجعل من دولة الجنوب دولة وظيفية مهمتها خدمة استراتيجية الغير وأن القائمين على دولة الجنوب الآن هواهم غربي وكذا مرجعيتهم ولكن لا يمكن أن نصل مرحلة نتهمهم فيها أن مواطنهم لا مكان له عندهم من الإعراب فحب الزعامة وخوف الفشل وكراهية الشمال كل هذا يدعوهم لاستصحاب مواطنهم ومصلحته والآن ثبت لهم أن مواطنهم لديه مصلحة مع الشمال, بالتالي نحن في السودان يجب أن نكون جاهزين لتلبية هذه المصلحة مقابل مصلحة لنا في الجنوب وكما قال حسني مبارك (همو يستفيدو ونحن نستفيد) فياوفدنا المفاوض امسك في الحتة دي وابني عليها وياساسة السودان اجعلوا هذا ضمن مشروع استراتيجي لإقامة علاقة متينة مع دولة الجنوب. إن دولة الجنوب لن تنجح في مهمة القيام بالدولة الوظيفية. إن دولة الجنوب خائبة رجا ولاسبيل لها إلا أن تقع علينا نحن المتاعيس ولغة الرياضيات تقول سالب في سالب سوف يعطي موجب.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. يا بروف كلامك عين العقل لكن كان من الفترض أن يكون لوزارة الخارجية خط استراتيجى ومجموعة خيارات ( بالبلدى يامافى الجراب ياحاوى )لكن الوزارة شغالة بردود الافعال أتمنى ان اراها يوما تهاجم لآن خير وسائل الدفاع الهجوم (أنت ماسمعت مندوب الامم المتحدة قالت شنو عن ضربات الطيران المزعومة