فدوى موسى

لحظة الصفر


لحظة الصفر
[JUSTIFY] لم يتورع «عبدو» عن ممارسة عبثه وخروجه عن اطار الادب كلما رأي حسناء أو مرت من امامه فاتنة.. تلك المرأة جاءت وهي تتهادى في مشيتها وتتزي بجميل الثوب وانيقه.. حاصرت المكان بجمالها الصامت.. لم يستطع «عبدو» الا ان يمارس ذلك الخروج عن الاطار الذي اورده مهالك الوصف بالصعلكة والصفاقة.. لم يكتفي بعبارته المعهودة «صرف النظر عن المساكين رحمة».. «يا ماشي والنظرة ماشة وراك» و «…..» وسيل من العبارات القديمة المتجددة والتي لا تخلو من ادماج الغناء على الهبل على حالة «الروحان».. لكنه تسمر في مكانه فقد وقفت الجميلة وجهاً لوجه تحادثه لم يصدق للحظة الاولى لكنه بدأ رويداً رويداً يستوعب الأمر.. «عاين يا….» …. «خدامك عبدو».. «عاين يا خدام.. هسه الساعة كم؟».. «الساعة تسعة صباحاً».. «هسه دي مواعيد مشاغله وغزل.. يا أخي ما تصبر للعصر أو المغرب.. دلوقت الناس ماشة على اشغالها.. ما تخليها لمن تنتهي وتكون فائقة ليك ولامثالك.. بعدين عاين هنا نحنا ما مارقين من بيوتنا ومخلين الراحة عشان حركاتكم دي».. لم يعرف «عبدو» على اي ارض ييم وجهه فقد اخذ محاضرة صباحية بليغة لكنها لم تكن لتحصن وتلجم جماح شهواته الفالتة.. استجمع قواه سريعاً «يا زولة كلامك كله في محله.. اها اشوفك بعدين العصر أو المغرب رأيك شنو.. ما قلتي المسألة توقيت وكدا..».. وفي حالة لا تخلو من الدهشة ردت عليه «انت ما بتفهم».. «هوي فهمي خليهو على جنب.. هسه دي بعضمة لسانك دا قلتي العصر أو المغرب و…».. لم تعرف «الجملة» كيف تتخارج من «لداحة» هذا المتصابي على سبقه واصراره المموج فمرت للحظة »الاستعانة بصديق» أو محاولة الخيارات الممكنة أو حذف الموقف برمته من خارطة الطريق.. استقرت على ان تسايره املاً ان يفتح الله عليها بطريقة تغلق على «المتصابي» التفكير في مثل هذه المواقف الهزيلة «طيب.. تقول الساعة اربعة ونص في كافتيريا المودة..».. «تمام.. كدا الكلام ولا بلاش».. لم يفارق «عبدو» المكان المضروب «من دربه داك على الكافتيريا..» لتمر الساعات وهو يمارس ذات الهمز واللمز ويوزع البسمات لكل من جاءت بها الصدف أو الاقدار للمودة.. فطن احد العاملين بالكافتيريا «للحركات» التي يقوم بها هذا الرجل.. ورتب لاستدعاء السلطات لردع وحسم المتفلت «عبدو».. الذي ايضاً احس بدنو اجل ذلك الحسم غادر «المودة» وظل مرابطاًَ في مكاناً قريب يتيح له ان يترصد الداخلون والخارجون دون ان يشعروا او يترصدوا موقعه ولو استخدموا كل تقنيات النظم الجغرافية.. جاءت الرابعة والنصف.. وظهرت «ستهم» في الطريق للزئبق فقطع «عبدو» عليها الطريق «غيرنا الموقع يا زولة.. كافتيريا الشوق من دربك دا……» وما عرف «عبدو» انها هي الاخرى جاءت معها مجموعة للحسم والردع.. اصرت على «المودة» و «اصر على الشوق».. وضاع الحسم بين الموقعين.

٭ آخر الكلام:

… لو بحثت في ثنايا القصص الصغيرة والتفاصيل الدقيقة وجدت انعكاسات كل من القوالب الكبرى على الصغرى والعكس بالعكس.. «عالم دايرة حسم بس» ما عليك الا تحديد لحظة الصفر.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]