الآيفون يسبب البلاوي للكلاوي
وانغ مراهق صيني في السادسة عشرة من العمر، وكان نفسه في جهاز آيفون وآيباد (الكمبيوتر اللوحي)، ولكنه ينتمي الى أسرة فقيرة، ومع هذا نجح في الحصول عليهما، ودخل بهما على أمه فرحا، وكان قد غادر بيت العائلة لبضعة أيام بزعم زيارة أقارب في بلدة أخرى، ولكن الأم ألقت نظرة عليه وسألته عن سرّ شحوبه مصحوبا بالسؤال: من أين لك هذا؟ أبلغ وانغ أمه أنه باع كليته لأحد المستشفيات فأعطوه من المال ما أعانه على شراء الجهازين.. ودخلت الشرطة على الخط، واتضح أن عصابة من خمسة أشخاص أقنعت الصبي بأنه يستطيع كسب مال يحقق به أحلامه الآيفونية والآيبادية لو باع إحدى كليتيه، فلم يتردد وانغ ودخل المستشفى واتضح ان العصابة، ومن بين أفرادها طبيب، باعت الكلية بـ٢٢٠ ألف يوان وأعطوه واحدا على عشرة من ذلك المبلغ، فاشترى الآيفون والآيباد.. وباختصار فإن ما دفعه وانغ قيمة الجهازين بالدولار هو ١٠٠٩ دولارات.. المأساة لا تقف عند حد وقوع صبي غرير ضحية عصابة حقيرة، بل في أنه صار بكلية واحدة وعند عرضه على الأطباء في سياق التحقيق من قبل الشرطة اتضح انه يعاني من قصور في وظيفة الكلية المتبقية.. ولو كان وانغ راشدا لصحّت فيه: خلي الآيفون والآيباد ينفعوك ويفلتروا لك السموم التي في جسمك، ولكن وانغ قاصر وضحية.
والعظة من هذه الحكاية (وأنا أتفادى إلقاء المواعظ لأنني بحاجة إلى من يعظني في أمور كثيرة) هي أن من لا يتأقلم مع واقع حاله، ويقبل به، معرض لـ«الوقوع» الذي قد لا يكون هناك نهوض بعده.. لا تلهث وراء شيء لا طاقة لك بثمنه، كي لا يكون الثمن كليتك او حتى شرفك.. وتذكروا حال وانغ الراهن وهو يخضع لغسل الكلية ولا أمل له في العثور على من يتبرع له بكلية سليمة، وإذا ابتذلت كرامتك أو عافيتك من أجل الآيفون أو الآيباد فستصبح مثل التفاحة المشرومة المرسومة عليهما.
[/JUSTIFY] جعفر عباس[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
أن من لا يتأقلم مع واقع حاله، ويقبل به، معرض لـ«الوقوع» الذي قد لا يكون هناك نهوض بعده.. لا تلهث وراء شيء لا طاقة لك بثمنه، كي لا يكون الثمن كليتك او حتى شرفك.
حكمة رائعة لا فض فوك يا جافر أباس
ما أجمل ما جاد به قلمك القدير يا أبو الجعافر !
من لا يقبل واقعه لا يرضى بقسمة ربه !! فلنكن كما نحن بسيطين بما نستطيع وبما لا نستطيع .. أذكر أن شيخا” كنت أعرفه وأعرف تواضع حالته المادية وكانت تأتيه هدايا و عطايا لو إنفرد بها لنفسه لأصبح من أغنى الناس !! ولكنه كان كساعي البريد ما يأتيه يرسله للمحتاجين ممن يعرف و أحيانا” ممن لا يعرف .. فكنت أقول له : جزاك الله خيرا” لم لا تضع لك مبلغا” من المال كي تصرف به على نفسك و على أولادك حين الحاجة فقال رحمه الله : الله يرزق الطيور في أعشاشها , وتتوكل على الله !! أفلا أكون محسنا” للظن في رزق الله لي ولذريتي ؟؟ تحياتي لك يا أستاذي العزيز و للقراء الأعزاء .