نور الدين مدني

دور عبادة للجميع

دور عبادة للجميع
* منذ أن حللنا في سدني لفت نظرنا كثرة المساجد ودور العبادة الأخرى ولفت نظرنا أيضا الإقبال على الصلاة في المساجد خاصة صلاة الجمعة، وتمنح الحكومة الاسترالية المسلمين من الموظفين والعاملين وقتا إضافيا لفسحة الإفطار ليتمكنوا من أداء صلاة الجمعة.
* لاحظنا أيضا وجود أماكن للعبادة مفتوحة لكل المتعبدين من مختلف الأديان والملل في المناطق السكنية وفي أماكن العمل بما فيها أماكن العمل الحكومية حتى في المستشقيات، وتعين الحكومة الاسترالية موظفين مهمتهم تكليف مشايخ ورجال دين لزيارة المرضى كل حسب عقيدته.
* الأئمة الذين يؤمون المصلين في المساجد يلقون خطبة الجمعة حسب الأغلبية الاثنية في المنطقة إضافة لإلقائها باللغة الانجليزية أما الصلاة فإنها تقام باللغة العربية، وفي كثير من المساجد تكون خطبة الجمعة باللغتين العربية والانجليزية.
* نتوقف اليوم عند خطبة الدكتور بشار عزت محمود الذي أمنا في صلاة الجمعة الماضية في مجمع الفا بارك بمنطقة بلاك تاون الذي خصص الخطبة الأولى فيها للحديث عن البركة التي يطلبها الناس لأنفسهم وأولادهم وأموالهم.
* قال الدكتور بشار إن البركة معنى إيماني وقصد شرعي لطيف، ما حلت في رزق إلا كثرته ولا في ولد إلا حفظته ولا في بدن إلا حصنته ولا في عمر إلا طيبته ولا في زوجين إلا هنأتهما ولا في حياة إلا أسعدتها.
* أوضح الدكتور بشار كيف أن للبركة أسبابا أهمها الإيمان والتقوى كما جاء في القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ” وأضاف الدكتور بشار قائلا: تحصل البركة لمن بكر في العمل وتغمر صاحبها إذا صدق في بيعه وشرائه.
* الخطبة الثانية خصصها للحديث عن المشروع الوقفي الذي أطلقته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الاسترالية (ساهم معنا في صلة الأرحام) لدعم الروابط الأسرية ولتأكيد الأخلاق الإسلامية وإحياء الشعائر الإيمانية، ولتمتد أواصر المحبة والصلة بين الأرحام ودعا المصلين للمساهمة في دعم هذا المشروع الوقفي بأموالهم لتكون صدقة جارية لهم.
* في ختام خطبة الجمعة ترحم الدكتور بشار على الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محسن اللبان الذي انتقل إلى رحمة مولاه قبل أسبوع في سدني، فقد كان نعم المعلم ونعم الموحد، قضى حياته في الدعوة ونشر الدين الإسلامي بالحكمة والموعظة الحسنة وأسلم على يديه كثيرون من مختلف الأجناس والملل.
* صدق الله العظيم الذي قال عن الأرض في محكم التنزيل: “وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا”

كلام الناس – السوداني