جعفر عباس

حلال عليكن ولكنني أقترح

حلال عليكن ولكنني أقترح
[JUSTIFY]جاء في آخر تقرير لمجموعة بوسطن للاستشارات، أن حجم الثروة المتركزة في أيدي النساء العرب يبلغ حاليا ٥٠٠ بليون (مليار دولار) يعني ٥٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠، ولا تتعب نفسك لتعد الأصفار أمام الرقم خمسة كي لا تصاب بالحول، ونصيب الخليجيات وحدهن من تلك الثروة ٣٨٥ بليون دولار!! ما قيمة أن يكون لديك بليون دولار؟ تأمين مستقبل العيال؟ تأكل وتلبس ما تشتهي وتسافر إلى كل مكان وتسكن في بيت جميل؟ أنا لا أملك ولا ربع مليون دولار وآكل ما أشتهي: يا سلام.. فول وطعمية وسمك وملوخية وبامية وفاصوليا، ومقتنع تماما بأن ملابسي حلوة، بل وبين الحين والآخر أهجم على بعض ملابسي الحلوة تلك، وأتبرع بها لجمعيات خيرية تعنى بشؤون الأيتام، وزرت جميع القارات ما عدا استراليا، وليس لدي أي رغبة في زيارتها ولا زيارة أي بلد آخر سوى السودان إلا لـ«الشديد القوي»، الذي هو المهمة الرسمية، وأسكن في بيت جميل، والمهم أنه جميل في نظري، وأجمل ما في بيتي حوض من النعناع البلدي ذي الرائحة العطرة، لأنني أحب النعناع، وأعتقد ان النعناع المطروح في أسواق الخليج بأوراقه الكبيرة الخضراء مجرد «منظر وديكور»، لأنك بحاجة إلى شفاطة كي تلتقط رائحته بينما النعناع البلدي يفوح عطرا وأنت على بعد أمتار منه.

الأمر الذي لا جدال حوله هو ان الرجال قوامون على النساء، فلماذا تتعب أي امرأة وتشقى وتجهد نفسها لجمع عشرات أو مئات الملايين (دعك من آلاف الملايين)، وهناك ٣٨٥ مليار جنيه في أيدي نساء خليجيات، ومن المؤكد أنه لا توجد مليارديرة (بليونيرة) غير متزوجة، والرجل الخليجي لا يمكن ان يقصر في أمر نفقات بيته، طيب وش لزوم كل هذه البيزات (الفلوس) يا نساء الخليج؟ والذي أعرفه هو أن الفلوس تلد الفلوس، وكل المليارديرات بدأوا بأول مليون ولما صارت عشرة ملايين ازداد الحماس حتى صارت مئات الملايين، والعجيب في أمر النقود أنها «تحمل / تحبل» وتلد أحيانا في أقل من شهر، ولكن هذا يتطلب الجري والسهر والجمع والطرح والاستخدام المتواصل للهاتف، ولكل شخص غني رقم هاتف لا يعرفه إلا عدد محدود جدا من الذين تربطه بهم صلة عمل، وهذا الهاتف يكون مفتوحا على مدار الساعة، ولو رن مثلا في الثالثة فجرا، فإنه يرد على المكالمة لأنه يدرك أنها تتعلق بكذا مليون.. وأظن – وقد أكون على خطأ- أن الأغنياء جدا ينامون ساعات أقل منا نحن مهدودي الدخل.

وللمرة الـ٨٩٧٦٥٤ أقول إنني عشت في الخليج أكثر من ثلاثين سنة، وإنني أحلم بالتقاعد، مليت وزهجت من الدوام والاجتماعات والاستيقاظ في ساعة معلومة، ولا شك أن «الخليج» بدوره زهج مني ويريد ان يرى عرض أكتافي، وبالتالي فإنني أقترح ما يلي باعتبار ان في الخليج نحو ألف بليونيرة: كل واحدة منهن تعطيني – لوجه الله- ألف دولار.. ألف في ألف تساوي مليون دولار.. بس على دفعات لأنه لو صار عندي مليون دولار دفعة واحدة سأصاب بجلطة، ولو أفلت من الموت قد أصبح مشلولا ولا استطيع الاستفادة من المليون.. هل تقبل ضمائركن أن يجلس شخص مثلي بينه وبينكم عيش وملح أمام جورج قرداحي كي يوجه لي أسئلته السخيفة تلك وأفشل في الحصول على مليونه التي تساوي ربع مليون دولار.. أرجو أن يجد اقتراحي آذانا صاغية وإلا… سأقعد على «قلوبكم» طالما النفس طالع ونازل حتى يتبخر النفط والغاز وتعودوا إلى الغوص، و«للمعلومية» عيني حارة وما لم تستجيبوا لندائي فستطير بلايينكم وتتبخر ثرواتكم الطبيعية.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

‫4 تعليقات

  1. المال وسخ دنيا!! و صدقني أنا قرأت كلام لدكتور في علم النفس معناه يقول: بأن الأثرياء جدا” لا يفرقون عنا بشيء سوى أن لديهم أرقام فقط !! يعني الذي لديه من الدنيا بليون و شخص آخر لديه ما يسد رمقه فهم يأكلون و يشربون و ينامون ولكن تختلف درجات الرفاهية بالنسبة إليهم .. وكما قال علماء الإقتصاد : بأن من يزيد دخله تزداد مصاريفه .. و آخر نصيحة أسديها لك إذا كان لديك ما يزيد عن حاجتك فإحمد الله على الفائض فغيرك قد يبيت جائعا” أو مديونا .. تحياتي لك وشكرا” .

  2. سلام عبدالله
    تعليقك الجميل ذكرني مقولة أحد العارفين: نَحْنُ في سعادة لو عرفها الملوك وأصحاب القصور لجالدونا عليها بسيوفهم، هذه العبارة منقولة عن بعض السلف الصالح.

    يوضح ذلك قول شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ كما نقل عنه ذلك ابن القيم -رَحِمَهُ اللَّهُ- في المدارج يقول: “إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة”.ومؤكد أنه حلاوة التوحيد وحلاوة السعي لإرضاء الرب بأداء العبادات وفعل الأوامر وترك النواهي ، وفعل الخير والقربات ،والشعور بتفاهة الدنيا التي هي كجناح البعوضة عند الله ، وأنها كما وصفها المصطفى كشجرة يستظل بها الراكب ولايلبث حتى يتركها، وليتنا نستطيع أن نطلقها كما طلقها السلف الصالح.
    ما أجمل الصورة المنقولة عن سيدنا علي -كرم الله وجهه- عندما خاطب الدنيا زاهدا فيهافقال : إلي تشوفت ….غري غيري ..

  3. الاستاذ جعفر عباس تخيل يا قريبي انا زاتي فكرت في الموضوع ده من قبل بس مش الف دولار كنت بفكر اي واحد معاي في الشركة وعددهم 5000 عامل يقوم يديني 200 ريا ل كده اكون جمعت 1000000 ريا ل سعودي وعفا الله عما سلف
    شكراً للموضوع الجميل

  4. أستاذ جعفر كثرت مقالاتك التى تتحدث عن النقود ولو كان بشكل مزاح، سيعتقد الناس انك مهووس بجمع النقود. الحمد لله على نعمه الكثيرة ومنها الصحة والعافية والامن.