بقبضوه من لسانو!
[JUSTIFY]
انتقاد وزير الخارجية لعبارات بعينها ،وأطلقت خلال نفرات هجليج هو انتقاد مبرر في ظل اهتمام المحيط الخارجي بتفاصيل الشد والجذب بين السودان وجنوب السودان.. فللوزير الحق لهذا الانتقاد الذي يقود بلا شك لطبع صور ذهنية علي محتوى وعواهن ما أطلق من كلم وتصريح.. فالعالم الآن يتذرع بهذه «التصاريح» باعتبارها المعبر الأساسي عن السياسات التي ستنتهجها الدول.. والمعروف أن الحديث في الإعلام وللإعلام يمثل فناً يعكس مدى قدرة المتعاملين به بحكم مناصبهم أو وظائفهم أو المهام التي يؤدونها في منظومة الدولة لأنها هي عبارة بين جسر لنقل الأفكار والنشاطات والأيدلوجيات والسياسات وغيرها، كذلك هي قابلة للتطويع في توجهاتها نحو ما يراد بها من هدف.. فالتصريحات يمكن أن تكون «رسول سلام» أو «نذير حرب».. ولكن الكثير من الممسكين بالملفات يدمنون الأخطاء التصريحية عندما يصلون إلى «هاشمية» الميكرفون أو «هوشة الحالة الآنية» ويتناسون أن هناك راصد عالمي يحكم أن العالم أصبح مستباح الخصوصية.. فكاميرا جوال صغير قادرة على إخراج التصريح إلى فضاء العالم.. لذا وجب أن يفطن هؤلاء لما يطلقونه من رشاش الكلام الذي ضرره أكثر من نفعه بل لكأنهم يطلعون العالم بالأدلة والأسانيد الموثقة للسياسات محل الشد والجذب… فالعالم ينزعج لتصريح يمكن أن يختزل في جوهره مثلاً أنه دعوة للأبادة «أكسح و أمسح» حتى ولو جاء هذا الشعار في ثنايا استرداد أرض وعرض مستحقات ولكن هذا العالم له ماله من تقييم وإنطباع مسبقاً… اذن ضبط الخطاب الإعلامي وتصاريخ المسؤولين مهمة شاقة يجب أن يعاد النظر إليها من زاوية أكثر أفقاً وإتساعاً لأنها أصبحت من ضمن أدلة الإدانة للأفراد والجماعات والدول… وكلما أرتقى المسؤول في موقعه كلما زادت ضرورة ضبطه لكلماته وبصورة أخرى لابد من «تدريب المسؤولين» على ضبط النفس والدبلوماسية…. والقدر على الإحاطة الشاملة لكل ما يصدر منهم في المحافل حتى ولو كانت موغلةٌ في المحلية.. فتصريح صغير قِيلَ «تكشو» يمكن أن يصبح حديث العالم في واشنطن أو نيويورك ليتصور في رحم القرارات جنيناً ،ثم طفلاً، لمشروعٍ كبيٍر يهزم البلاد والعباد.٭ آخر الكلام
كل ثقافات الإعلام الحديثة أصبحت تؤطر لمثل قديم قاله سوداني في لحظة تأمل عميق «الراجل بقبضوه من لسانو»… «عليكم الله أمسكوا عليكم لسانكم دا. أمسكوه».
مع محبتي للجميع.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]