فدوى موسى

مساحة للبرطعة

[JUSTIFY]
مساحة للبرطعة

دائماً اقول واجتر ذكرى القول كلما سنحن لي السوانح بالتجوال في هذا السودان الشاسع الواسع الممتد المترامي الاطراف من لدن المليون ميل مربع الى زمن الانفصال زمن المليون وثمانمئة مليون كيلو متر مربع الا واحسست بأنه ما زالت الاراضي السودانية ماهلة وغير مستثمرة وان هناك الكثير لم يستغل بالصورة المثلى.. ما ان تفارق المدن في أي اتجاه حتى تكتحل عيونك بالمساحات القاحلة الجرداء مما يجعلك تحس بأن مواسم المحل والجفاف قد سكنت البلاد والعباد.. ويطل السؤال البريء لماذا لا تستفيد الدولة من مساحاتها في مشاريع بتوفيرها المقومات الزراعية والري مياه وكهرباء واستغلالها لطاقات الشباب حتى ولو بادراج المشاريع الزراعية في مضابط الخدمة الوطنية.. ففي هذه البلاد عزامات تحتاج لمن يوجهها ويقدم لها الخارطة للطريق والقدرة لتستوعب طاقاتهم الظاهرة والكامنة ولكن بعض الصور لشق ترعتي الرهد وكنانة وانهزام المشروع فيما تداعى اليه الامر.. بعد ان ترعرعت مساهمات المعاملات الحكومية ووفقت بجانب الخصومات الاخرى وطبع التلفاز القومي الحكومي صور لهمة رجال «يحفرون بالطورية والكوريك» والعجاج للعنان وهمد الامر الى سكون تام تام.. ازيح الخيال وجلب الاخر ليقوم باعادة تجربته على ارضنا وتكثر التجارب الماليزية، البرازيلية، المصرية.. الخ

لكن حتى هذه الفكرة قد تجدها مختزلة عند المسؤولين في حدود المعرفة الشخصية والفلسفة الذاتية حتى ولو على مستوى المنسوبين في اطار مسؤوليتهم في زمن اضحت فيه التجارب الزراعية كمثال واجب الاهتمام به مادة وفرع علمي قديم مستحدث تقوم فيها النتائج بالمحاصيل وطرق تحسينها على اسس تقيمية بحثية علمية على مستوى الحقل والتنظير العلمي لعملية فنية متخصصة تستوعب المستحدثات والتقانات ومازالت بلدنا تتمتع بتنوع مناخي يسمح بالزراعة الناجحة مع مميزات لمناطق بعينها لخصوصيتها.. ومن المأمول الانفتاح على الجانب الاستثماري في المجال الزراعي للاستفادة الفعلية وخدمة حتى العلاقات الدولية.. «اها» لا يفوتنا هنا الا ان نشير ببعض الاعتزاز لايجابية استفادة ولاية الخرطوم من تجارب بعض الدول فيما بدى من مشروعات زراعية تتناسب مع مجالات التسويق التي تتمتع بها ولاية الخرطوم فتجلت في مشاريع البيوت المحمية وغيرها من تقانات معروفة.. لا اكذبكم القول انه لازالت تستهويني مشاهد ومناظر «الخواجات» وهم يركبون «التركترات» ويجوبون بها السهول الزراعية ويلبسون «البوتات» كدلالة على العمل الجاد.

اخر الكلام: ما زلنا باراضينا وخيراتها في خانة المتفرجين ومازالت بلادنا بمساحاتها الواسعة من اجل «البرطعة»!

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]