فدوى موسى

الحب يا شيخ قوقل


الحب يا شيخ قوقل
[JUSTIFY] كثيراً ما نعتاد على أشياء دون أن نفطن إلى كنهها.. اليوم سألت نفسي عن التعريف المحدد للحب أو «الريدة» «لا أدري لماذا».. فكان لابد أن أعرج على (شيخ قوقل) وتوصلت إلى المحصلة.. هذه (البخرة الطويلة).. هو شعور بالإنجذاب والإعجاب نحو شخص ما.. أو شيء ما قد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين.. والمعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون المحبين أثناء اللقاء بينهما.. ولغوياً يعرف الحب بالاحتواء على معاني الغرام والعلة وبذور النبات والتشابه. الغريب أن الحب مثل الداء أو العلة ونموه مثل بذور النبات وصولاً إلى حد الغرام الذي يعني التعلق.. وفي الحديث «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف».. وعلى حسب إفادات «شيخ قوقل» إن لفظ الحب مأخوذ من الحباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد.. «لعل ذلك يبرر تعبيرنا الدراج الشوق مطر».. وقصص الغرام والحب التي ما زالت تتناقل عبر الأجيال تعطي الدلائل على أن الناس «شغوفون» بمثل هذه التفاصيل وعلاقات الحب وما ورائها بدءاً من «عنتر وعبلة» اللذين شغل حبهما الجزيرة العربية وقد عرف بالمحب «الأسود».. فهو الشجاع الفارس الذي دخل التاريخ من باب الحب.. كذلك جميل وبثينة.. و«الجوز» ليلى وقيس ومنها عرف الربط بين الحب والجنون.. أما عالمية الحب ندركها في قصة روميو وجوليت.. فنحن عندما نغوص في الأمر نجد أن له نماذج كثيرة عالمية ومحلية.. ومن منا لم يسمع بقصة تاجوج والمحلق.. التي حفل بها الشرق.. فقد كانت تاجوج بنت الشيخ محمد ملكة متوجة في عالم الجمال والأدب والذكاء التي شغلها أم تذكار (المحلق) لأخرى معها وهو الزوج الذي أغلقت عليه أبواب محبتها وصار من بعد ذلك لها وحدها متيماً مغازلاً يتمكن الحب من مفاصل روحه وقلبه وإرادته.. وأسماء كثيرة في هذا المنحى.. بذات شهرة المحبين المميزين.. بذات الاتجاه تظهر مسميات للحب.. منها الحب المستحيل والذي يعني أن ترهف السمع وتظن المودة لمن هو ليس لك.. ملكاً لغيرك ولكنك لا تستطيع أن تحجم نفسك عن محبته فتكون بذلك من لا يعي ولا يحس ولا يسيطر على مشاعره وقد شاع تعريف ذلك بالحب من طرف واحد وتفنن الكثيرون في تعريفه وإدراك حلوله باعتباره معضلة تؤدي بالبعض إلى حافة الجنون والهلاك.. وقد كثر التنظير لمعرفة حالة الحب.. فالبعض يرى أنك إذا استطعت الإجابة على أسئلة مثل (هل تفكر في شخص معين طوال الوقت، هل تحس به أفضل إنسان في الكون، هل تفكر بالحديث إليه عندما تشعر بالضيق، هل تشعر بالسعادة في وجوده، هل يدق قلبك عندما تراه أو تحادثه أو يتحدث آخر عنه، هل أنت مستعد للتضحية لأجله، هل تبكي لأوجاعه، هل تتمنى قربه دوماً، هل تشعر بملكيتك للكون بقربه وهل تحزن بشدة لفراقه).. فان كانت (نعم) هي إجابتك فأنت في حالة حب مثبتة لا ينقصها إلا أن تتوج.

آخرالكلام:
ترى ماذا يسمى (الحب الموسمي) الذي يدمنه البعض هذه الأيام.. فقد لا يستمر الحب أكثر من أسبوع ليهبط للدرك وتبدأ قصة أخرى.. «شكراً شيخ قوقل» .. [/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]