جعفر عباس

مبروك لسومة السمسومة

[JUSTIFY]
مبروك لسومة السمسومة

اختفت التركية كلثوم أصلان من بيت أهلها، في ولاية قونيا، بعد أن غادرته للذهاب إلى المستشفى.. عندما تأخرت في العودة إلى البيت توجه بعض أقاربها إلى المستشفى للسؤال عنها، ولكن العاملين في المستشفى، الذين يعرفون كلثوم جيدا قالوا إنها لم تأت إليهم في ذلك اليوم، فكان لا بد من التوجه إلى الشرطة.. وبدأت عمليات البحث عن كلثوم في القرى والبلدات المجاورة.. وعثروا عليها في اليوم الثالث.. أين؟ في بيت رجل يدعى كاظم بلديز!! يا عيب الشوم يا سومة (بالمناسبة فالمصريون من أكثر الشعوب العربية «ذوقا وكياسة»… المصري لا يمكن ان ينادي شخصا باسمه «حاف».. لازم يا سيد أو يا أستاذ أو يا ابن العم.. والمصريون يحسنون الاستئذان والشكر وإن كان هناك من يرى أنهم يبالغون في ذلك.. ولكونهم «ناس ذوق» فإنهم رأوا أنه من العيب ان يطلقوا على المطربة الراحلة أم كلثوم لقبا مشتقا من اسمها فجعلوها سومة بدلا من «ثومة».

المهم أنه اتضح أن سومة التركية تعيش قصة حب مع كاظم، وأنها لجأت إلى بيته بعد ان رفض أهلها مرارا زواجها به.. وحتى بعد ان عثر عليها أقاربها بمساعدة الشرطة، لم تتراجع سومة عن قرارها، ووقفت أمام أهلها وهي تنظر إلى كظومي مستشهدة بأغنية سميرة سعيد: مش حتنازل عنك أبداً مهما يكون! سأتزوج بك يعني سأتزوج بك.. سألوا كاظم عما إذا كان فعلا يخطط للزواج بكلثوم فقال «نعم… متعودة.. دايماً».. باختصار أكد كظمظم وسومثومة أنهما يحبان بعضهما البعض وأنهما قررا الزواج في العام الجديد (كان ذلك في نوفمبر الماضي مما يعني أن الأمور لو سارت كما يشتهيان فمن المفترض أنها تزوجا قبل أسابيع او أشهر).. ومع هذا التأكيد دخل شاب من أقارب سومة في غيبوبة وتم نقله إلى المستشفى.. وبالمناسبة فإن الأتراك صعايدة في أمور الشرف.. لا تسمع كلامهم عن مسعاهم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعضوية بلدهم سلفا في حلف الأطلنطي.. المرأة عندهم لا تملك أمر نفسها والحب «عيب».

كلثوم أصلان تبلغ من العمر ٨٤ سنة، وعريس الغفلة أكبر منها بأربع سنوات. نعم في قاموسنا هي عجوز حيزبون دردبيس توفي زوجها قبل عشرين سنة، والذي أغمي عليه هو أحد أحفادها الكثيرين.. لو كان الحفيد عربيا لما دخل في غيبوبة بل لهجم على جدّته لغسل العار.. فعندما تقدم كاظم طالبا الزواج من كلثوم ضحك عليها عيالها وعيال عيالها: يا جدتي ركزي على حسن الخاتمة وبلاش كلام عيال.. فما كان منها إلا ان أقدمت على خطوة طفولية باللجوء إلى بيت الحبيب.. ومن عجائب ابن آدم أنه يرتدّ إلى الطفولة عندما تتقدم به السنون كثيرا.. ويخطئ في حساب بعض خطواته ونتائج أفعاله وقراراته.

أولاد وأحفاد كلثوم هذه – ونحن معهم – نعتقد ان الحب أمر لا ينبغي أن «يتورط» فيه إنسان عنده أحفاد.. وتجد في مجتمعاتنا أرامل في منتهى العافية والنضار ولكن أولادهن (بالذات) لا يريدون لهن الزواج، ويا ويلها من غضب أهلها إذا أعلنت أنها «تحب» فلانا الذي طلب الزواج منها… فالحب في قاموس مجتمعاتنا جريمة يرتكبها الجانحون، وهوجة يتعرض لها صغار السن، وبالتالي فقد وضعنا سنا للتقاعد عن الحب.. لأننا نربط الحب بالجنس فقط.. ولهذا لم يفهم أولاد وأحفاد كلثوم التركية أنها ليست بحاجة إلى رجل فحل بل رجل يؤنس وحدتها ووحشتها، وترتاح له ويرتاح لها لتمضي معه بقية عمرها باسمة.

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email][/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. ما أجمل ما قلت يا أستاذي (لأننا نربط الحب بالجنس فقط) نعم الحب ليس مربوطا” بالرغبة الجنسية أو بالشهوة والغريزة .. أذكر قصة كان قد ذكرها لي أحد الشيوخ وهو بالمناسبة شقيق صاحب القصة .. يقول بأن أخوه كان في شبابه يهيم حبا” بإبنة جاره وكانت المحبة من طرفين فهي تحبه أيضا” .. فتقدم لخطبتها ولكن فوجئ برفض أهل الفتاة فهو على كلامهم (مش مالي هدومه) .. فقرر صاحبنا الذهاب للعمل في أحد المدن حتى يكون نفسه و يجمع (قرشين) حتى يتزوج بفتاة أحلامه .. وبعدماسافر وجمع ما جمع وذهب إلى قريته حتى يظفر بفتاة أحلامه فوجئ بزواجها مكرهة” على أحد أغنياء قريتهم .. وعندها لم يتمالك نفسه و أصابه التعب والمرض عدة شهور !!!؟؟ وبعدما ُشفي ذهب بعيدا” عن قريته حتى ينسى محبوبته وإبتعد عن مكان إقامته قرابة 30 عاما” لم يذهب فيها إلى قريته .. و هو طوال هذه الفترة لم يتزوج وفاء” لمحبوبته ؟؟؟ المهم أنه بعدما كبر و شاخ شاقه الحنين إلى قريته وفعلا” ذهب إلى القرية .. وتغيرت قريته فلم يعد يعرف فيها شيئا” ولكنه في أحد المرات صادف محبوبته وكيف ينساها وهي لم تغب عن باله قط .. وسألها عن أحوالها فقالت: مات زوجي بعد 3 أشهر من زواجي به و نذرت لله أن لا أتزوج إن أمًد الله في عمري غيرك !! و بكى و بكت على وفائه لها وبعدها تزوجوا وهم كبار .. إنه بإختصار (حب الكبار)

  2. [SIZE=5]ومالحب الا للحبيب الاول.
    سلمت يداك استاذ الاجيال جعفر عباس … فعلا الحب حاجة جميلة جدا
    تمر الشهور وتتبعها السنون ولكن صورة من تحب تظل باقية في الوجدان
    تصحبك طلة وجهها الباسم في كل المطارات والموانئ …
    من يقول انه نسى حبه الاول فهو بالتأكيد يكابر . لانه العاطفة الاولى التي دغدغت الخاطر وحركت الاحاسيس .
    لن ننسى اياما مضت وزكريات نُقشت باحرف من نور على جدار القلب لتبقى واحتنا التي نستظل عندها كل ما مسنا لغوب .[/SIZE]

  3. مرحبا السوداني ” الصامد الذي تصف نفسك بأنك” لا “انفصالي” لا “حزبي”فأنت لا ترتضي أي هوية لك غير “سودانيتك” أحيي اختيارك وصمودك في زمن “الفتن”.
    ما هذه الأسطر العذبات التي تفتحت زهرات يانعات، وورود زاهيات ؟!!كلمات أحسستها خرجت من قلب مفعم بهذه العاطفة النبيلة، وأحسبهاتحكي عن تجربة حقيقية صادقة .
    ولا أظن أن صاحبها قد ” نقل فؤاده حيث شاء من الهوى” بل ثبت هذا الفؤاد منذ البدء على ” الحبيب الأول” .
    وهنيئا لتلك التي ملكت هذا القلب الوفي الذي فاض بهذا الشعور الصادق .