رأي ومقالات

خالد حسن كسلا: لقاء الكويت.. هو الأهم « 2 ـ 2 »

[JUSTIFY]{ قلنا إن قمة الكويت بين الرئيس البشير وسلفا كير في الأجواء الاقتصادية الإقليمية التي تطلقها الآن القمة العربية الإفريقية «ونِعْمَ القمة»، إن هذا اللقاء الذي يأتي بعد تشكيل حكومة جديدة في الجنوب وبعد مشروع قرار هيكلة الحركة الشعبية يعني أن جوبا ما عادت تشعر بالحاجة إلى استمرار العدوان ضد السودان من خلال ما يسمى قطاع الشمال بالحركة الشعبية أو حركات دارفور المتمردة حتى الآن.. بقدر ما تحتاج إلى تجاوز مشكلاتها الاقتصادية التي إذا ما تفاقمت مفهوم إلى ماذا ستؤدي بالأوضاع هناك، وها هم حكام جوبا العقلاء مثل نائب سلفا كير «جيمس واني إيقا» ومعارضوها العقلاء مثل لام أكول وديشان ينظرون إلى إفرازات الإجراءات الاقتصادية التي اضطرت الخرطوم لاتخاذها. أدركوا جميعاً أن النجاح السياسي والتفوق الذي يسجله التاريخ هو إنعاش اقتصاد وليس دعم متمردي دول الجوار هنا وهناك. إن دعم أي تمرد تدعمه إسرائيل يعني تقديم الخدمة لمشروعات اليهود التآمرية على حساب الاقتصاد الوطني والأمن والاستقرار وشعب جنوب السودان الذي خرج قريباً من مواطنة ودخل في أخرى جديدة بعد أن أصبح في دولة خاصة به دون بقية القبائل السودانية ينتظر الرفاهية الموعود بها بعد اختياره للانفصال. إن الاستقلال حينما يكون مقروناً بالمعاناة هذا يعني تولّد السخط في النفوس، ويعني أن الجماعة التي مهَّدت للانفصال بالتمرد، ها هي توقع المعاناة على عاتق المواطن بالانفصال. وأن المخرج الوحيد العودة إلى الجغرافيا الأولى، جغرافيا قطر السودان وتذويب حدود عام 1956م فيها.

والمواطن الجنوبي الذي عاش في الشمال وعاد إلى الجنوب يستطيع أن يقارن بين الجهتين من كل النواحي الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

أما في دولته المستقلة فإن أموال إسرائيل تهبط فيها ليس لغذائه ودوائه وإنما لدعم التمرد الذي ينطلق من أرضه ضد السودان.
السودان سيجلس رئيسه يوم بعد غدٍ الأربعاء مع رئيس دولة جنوب السودان في هامش القمة العربية الإفريقية في ظل الضيافة الكويتية المستنشقة أنفاس مناخ الخليج العربي. إن الكويت جزء من الوطن العربي وأكبر جزء في الوطن العربي يقع في القارة الإفريقية، وقمة البشير وسلفا كير تبقى قمة مصغّرة للقمة العربية الإفريقية على الصعيد الدبلوماسي إذ أن البشير هو رئيس دولة تقع في الجزء العربي في إفريقيا ويرأس سلفا كير دولة إفريقية غير عربية جديدة مع حدود الوطن العربي في جزئه الإفريقي.

ويبقى الأمن بينهما مصيراً مشتركاً، ويبقى التعاون الاقتصادي مخرجاً من ضغوط المواطن حينما تضغطه الضائقة المعيشية والظروف الاقتصادية الحرجة تدفع المواطن نحو الضغط على الحكومات خاصة إذا وصل الحال إلى مستوى اقتصاد الندرة. فحينها في الجنوب سيعلو صوت أمثال باقان أموم ومشار ودينق ألور أن الجنوب يمر بمنعطف خطر بعد إبعادهم من السلطة، وهذا من باب التسويق السياسي والنيل من سلفا كير.

الأمن والاقتصاد هما الثمرتان المرجوتان من لقاء القمة بين البشير وسلفا كير بحيث يتفقا على العمل التعاوني الجاد المتجرِّد لله ثم للتاريخ. وليعلم سلفا كير أن البخل اليهودي لن يجعله هو وشعبه يستفيد من اقتصاد إسرائيل حتى ولو استفاد من فتات أسلحتها التي تأتي إليها من أمريكا لدعم جيش الاحتلال. بالعمل على بسط الأمن يمكن أن يستفيد جنوب السودان من عوائد نفطه ويستغنى عن صدقات إسرائيل ويدخل في صفقات من حر ماله. إن الصفقات أفضل من الصدقات، وجنوب السودان أغنى من إسرائيل التي تعتمد على جزء عظيم من الموازنة المالية الأمريكية. فهل أفضل لجوبا أن تتسوَّل في إسرائيل من خلال علاقات «دونية» معها وليست «ندية» وتمد يدها إلى شيء ضئيل من مال الدعم الأمريكي لتل أبيب أم تلتفت لاستغلال مواردها التي لا توجد تحت الأرض الفلسطينية التي يحتلها اليهود ولا في سطحها؟! إن الجنوب غنى بالموارد وليبدأ جذب الاستثمار العربي بعد هذه القمة والقمة الثنائية الأخرى.

نلتقي غداً بإذن الله

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]