فدوى موسى

عقوبة الإخصاء


عقوبة الإخصاء
[JUSTIFY] كثرت جرائم الاغتصاب في العالم هذه الأيام وباتت من المهددات التي توجع المجتمعات المختلفة للأضرار والآثار التي تصل إليها هذه النوعية من الجرائم.. ويطالب معظم الناس بتشديد العقوبات الرادعة لمرتكبي هذه الجرم الشنيع.. تتداول وسائل الإعلام في الفترة الحالية اعتزام كوريا الجنوبية معاقبة المغتصبين بالإخصاء الكيميائي لمرتكبي الجريمة بحق فتيات صغيرات كأول مرة ستطبق فيها التشريع الذي أصدرته في العام 0102م.. و قد كان أول إجراء لهذه العقوبة على رجل عمره خمس وأربعون عاماً.. كان قد تعدى على صغيرات… ينتظر العالم الآن هذه التجربة «الجنوب كورية» لمعرفة هل هي الأنسب والأفيد للحد من تمدد خطر الاغتصاب.. خاصة وأن فكرة الخصي معروفة منذ القدم حيث كان الملوك والسادة يأمرون بإخصاء الخدم والعبيد الذي يقومون بالخدمة في قصورهم حتى لا يكونوا خطراً على الأسرة المالكة..رغم قسوة الفكرة القديمة في حرمان هؤلاء «الخدام» من حقهم الطبيعي إلا أن العالم اليوم أصبح مطوراً للفكرة من زاوية تختلف لاعتبارات أنها عقوبة تتناسب مع فظاعة الجرم.. «ترى هل ستنخفض معدلات الاغتصاب إذا ما انداحت هذه العقوبة عبر القارات والدول؟».

والشاهد أن الطفولة أضحت مهددة بمثل هذه الجرائم بشكل مخيف بالنظر لمعدلات تعرض القاصرات.. بل أن الأمر تعدى النوع إلى أبعد من ذلك.. وكم من حكاوي وقصص بدأت تأخذ شكل ظواهر سالبة وتفتح الأبواب لأنواع جديدة من أشكال هذه الجرائم في مجتمعنا السوداني.. مازالت قضايا الاغتصاب والاختطاف للصغيرات تشغل الرأي العام السوداني أكثر من غيرها من الجرائم لحساسيتها.. ومازال المجتمع متلهفاً لمعرفة مصير المغتصبين والخاطفين.. الأمر لا يخلو من شبهات الاغتصاب كمثال اختفاء (طفلة الأندلس).. (حمى الله البلاد والعباد من كل الجرائم).

٭ في طيبتنا غفلتنا

(عادي)… و(عادى جداً) أن نثق في كثيرين من الناس.. دون معرفة لصيقة نترك صغارنا وصغيراتنا داخل إطار هذه الثقة فرائس لنزوات بعضهم المنحرفة.. فالسماحة التي تملأ دواخلنا تجعلنا دائماً في محل ظن الخير في الآخرين وإن كانوا غير ذلك أو لم يرتقوا لحدود هذا الظن الحسن.. فكم فقدت أسرة طفلها أو طفلتها بدعوى أن من دعاهم لأخذه أو أخذها للسوبر ماركت لشراء الحلاوة أو البسكويت «يظهر عليهو أو عليها ود أو بت ناس» فتأتي الجريمة في ثنايا هذه الغفلة.. مما يذكرنا دائماً أن نعمد للحرص وعدم إطلاق عواهن الإيجابية في الآخر دون أن نستدل على صدقها… أعزائي بناتكم وأولادكم أمانة غالية حافظوا عليها ولا تتركوهم مطمعاً ومورداً للهلاك.

٭ آخر الكلام

قبل أن نطالب بإخصاء المجرمين علينا إحكام السياج القوي حول البراءة والطفولة دون أن نشلها أو نقتل روحها البرئية ولتكن أعيننا مفتوحة (فنجانين) لضبط أي متسلل على السياج.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]